البرنامج الاجتماعي للأهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان




ويتلخص هذا البرنامج عند أهل البيت (عليهم السلام) بعبارة مختصرة هي (التفكير بالآخرين) فعندما يشعر الغني بالجوع يشعر حينئذ بمعاناة الفقراء والمساكين، وعندما يمتنع الزوج عن مواقعة زوجته يشعر بمعاناة العزاب من أولاده فيشعر بمدى حاجة ابنه إلى الزواج وحاجة ابنته إلى ذلك أيضا.

مما يؤكد هذا الغرض أي (التفكير بالغير) جملة من الروايات التي تحدثت عن علة الصوم وحكمته، فمن ذلك ما روي عن أبي عبد الله (ع) في علة الصيام حيث قال: ((إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك ان الغني لم يكن ليجد حس الجوع فيرحم الفقير، لان كلما أراد شيئا قدر عليه،)).

ولهذا ورد الحث الأكيد على تفطير الصائمين، فعن الصادق (ع): ((ان أيما مؤمن اطعم مؤمنا نعمة في شهر رمضان، كتب الله له اجر من اعتق ثلاثين رقبة مؤمنة وكان له عند الله(تعالى) دعوة مستجابة)).

ومما يروى في هذا المجال عن الإمام زين العابدين (ع) مع ما يروى عنه من الإكثار من العبادات والتهجد والتسبيح والتهليل والدعاء في هذا الشهر، يروى انه كان عند الإفطار يأمر بإشعال النيران ووضع القدور وطبخ الطعام، وبعد أن ينضج يأمر غلمانه أن اغرفوا لإل فلان، ولإل فلان .. وهكذا ويروى عنه أيضا انه كان يجمع عبيده في آخر ليلة في شهر رمضان فيقول لهم انتم أحرار لوجه الله تعالى، ولكن أدعو لي ان يعتقني ربي يوم القيامة كما أعتقت رقابكم