الحسين عليه السلام ومنهج القرآن



قال تعالى (( ولا تلقو بايديكم الى التهلكة )) البقرة 195 

يدعي البعض من الناس أنهم يعملون وفق منهج القران وانهم يحسنون تدبره والعمل به وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن منهجية القران وعن تطبيقه ومن هولاء الناس من يدعي إن الحسين القى بنفسه الى التهلكة باقدامه على النهوض بوجه طواغيت عصره وبوجه كل طواغيت الارض على مر الدهور مستندين بذلك الى قوله تعالى (( ولا تلقوا بايدكم الى التهلكة )) والحقيقة هي العكس حيث ان أمام كل انسان في هذه الخليقة اربعة ثوابت هي النفس التي يحيا بها في هذه الدنيا والهدف الذي يسعى للوصول اليه والفوز بالوصول الى الهدف والفشل والهلاك اذا لم يحقق ما يريد بالواقع او الحجة . 

فاذا كان الهدف اسمى من النفس واغلا كان الفوز والنجاح  والعكس صحيح وقد حصل لسيد الشهداء (عليه السلام) ان الهدف اغلى من النفس المقدسه التي يحملها لانه كان يريد حفظ شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه واله)واصلاح الانحراف الذي حصل في الامة وهذا الهدف اسمى من النفس لذا قدم نفسه الزكية قربانا لتحقيق هذا الهدف وبذلك نال سعادة الدارين في الدنيا بالذكر الطيب والتضحية والفداء وأداء واجبه أمام الله ورسوله والمجتمع وفي الاخرة فاز بكونه مع الذين انعم الله عليهم من النبيين الصديقيين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فكيف يكون أقدم على التهلكة وقد حقق كل هذا الفوز الذي نراه في الدنيا  حيث سكن القلوب في الدنيا وجنات....... الخلد في الاخرة بينما من وصفوه بالهالك سكنوا الكهوف المظلمة والخزي في الدنيا وفي أسفل درك من الجحيم في الاخرة . وما تضحيات المجاهدين الابطال في حشدنا الشعبي المقدس إلا لكونهم اتخذوا الحسين (عليه السلام) انموذجا يقتدى به في التضحية والفداء