اوجه الشبه بين حرق ابراهيم(ع) واستشهاد الحسين (ع)




فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون، واهل الذكر هم ال بيت محمد، لا يعلم تاويله الا الله و الراسخون في العلم، والراسخون في العلم هم اهل البيت ايضا، ولغرض تاكيد هذه الايات وبالشواهد نسلط الضوء على شاهد يخص الحسين عليه السلام لاننا في شهر الحسين.


بداية اختلف المفسرون في تعريف المتشابه ولكنهم اتفقوا في تعريف المحكم، ولكن من هو الذي يستطيع ان يقول هذه الاية محكمة وتلك متشابه ؟ فلو ان الاية التي لها اكثر من تفسير تصبح متشابه فسورة التوحيد لها اكثر من تفسير فهل من المنطق ان يقال عنها متشابه؟ والامر الاخر من له الحق ان يفسر الاية ؟


انا ارى ان التشابه ليس لان الاية لها اكثر من تفسير بل لان هنالك احداث مستقبلية تنطبق عليها الايات القرانية فالذي يستطيع تشبيه الحدث وفق الاية الصحيحة هم الراسخون في العلم ومن اوتي نصيبا من العلم وبتسديد من الله عز وجل اولا ومرورا بالامام الحجة عليه السلام ثانيا.


هذه الرواية تخص الحسين عليه السلام ذكرت فيها اية لا يختلف اثنان على تفسيرها وهذه الرواية:


في رواية جابر عن الامام الباقر عليه السلام انه قال: قال الحسين عليه السلام لاصحابه ان رسول الله قال لي انك تستشهد بها (ارض كربلا) ويستشهد معك جماعة من اصحابك لايجدون الم مس الحديد وتلا قوله:" قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم "


محل الشاهد هنا ذكر الاية الكريمة والتي تفسيرها لحدث تاريخي يخص ابراهيم عليه السلام، وفائدتها في وقتها عندما ذكرها النبي محمد (ص) ليثبت ان القران من عند الله عزوجل بدليل هذه الاية التي تخبر الرسول عن حدث قبل الاف السنين، فمن اين علم الرسول بهذا الحدث لولا الله عز وجل الذي جعلها ضمن اعجاز القران.


فهل نقف عند هذا الحد في تفسير الاية ؟ الجواب كلا، لان القران معجزة الله الخالد ويجب ان يكون مع الزمن تتجدد مصاديقه ولان القران قرن باهل بيت محمد طبقا لحديث الثقلين،فان التجديد في التفسير هو من اختصاص الثقل الاصغر.


الاية الكريمة التي استشهد بها رسول الله في ذكر استشهاد ولده واصحابه يوم الطف جاءت لتعطينا درسا بليغا عن ماهية واقعة الطف.


تفسير الاية متفق عليه الا وهو حكم نمرود بقتل ابراهيم حرقا بالنار بعد ان هدم اصنامهم واقحمهم بالحجة فما كان منهم الا الجحود وانكار الحق بعد ان تيقنوا انه الحق، وكان التدخل الالهي بجعل النار بردا وسلاما.


مفردات الاية لو قمنا بتطبيقها على مفردات الحدث الذي اناب الحسين واصحابه فاننا سنجده صورة طبق الاصل لحدث ابراهيم، فالقوم جحدوا حق الحسين مع اعترافهم بانه ابن بنت رسول الله وانه الحق حتى ان انس ابن سنان طالب عبيد الله بان يملا له الخيل ذهبا وفضة لانه قتل خير من هو على الارض، وهذا هو الجحود بعينه، والامر الاخر ان قتل الحسين كان بطريقة بشعة بداوا بالسهام ومن بعد سقوطه من على فرسه جريحا وطاته خيولهم على ظهره وصدره الشريف، ومن ثم قطع شمر اللعين راس الحسين عليه السلام وهذه بالمقاييس الطبيعية تعتبر تنكيل وتعذيب قاس للنفس البشرية اضافة الى ذلك ان عملية تسليم الروح هي الاخرى فيها الم كما ذكر سلمان المحمدي عليه السلام في روايته المشهورة عند موته، كل هذه الالام حاضرة بالنسبة للحسين عليه السلام واصحابه، وهي بعينها الام الحرق لو كان الحرق حصل لابراهيم عليه السلام ولان امر الله عز وجل بان تكون النار بردا وسلاما فجاء التشبيه بالاية الكريمة لواقعة الطف بان الم الحديد والجراح وخروج الروح كانت في غاية الاطمئنان والامان والارتياح للحسين واصحابه، حقا كانت بردا وسلاما، بحيث ان الشهداء تهللت وجوههم وسعدت قلوبهم وطابت نفوسهم واستعجلوا القتال للرحيل وهذا ما يؤكده حديثهم واراجيزهم يوم الواقعة.

هنا تتجلى عظمة القران وهنا تتجلى حجية المعصوم ولابد منه لتثبيت مصاديق الايات على ما يجري في الدنيا.