القرآن وحده لا يكفي!


هناك اتجاهان في فهم الدين بشكل عام والقرآن بشكل خاص.الاتجاه الاول: المتمثل بوصية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بالثقلين: الكتاب والعترة – الكتاب والقيِّم عليه وهو المعلم المنصوب من قبل الله تعالى العارف بمراد الله عز وجل .ومن لا يقع في قوله خلف وجهل . والاتجاه الثاني: المتمثل بمقولة – حسبنا كتاب الله - والتي تعتمد الفهم الارتجالي للنص بعيدا عن الوحي .لذا كان من اهم مسببات هذه المقولة: الاختلاف الحاصل بين الامة الاسلامية. والدليل على ذلك ,اليكم هذه المناظرة الرائعة الت حصلت بين هشام بن الحكم والشامي وبمحضر الامام الصادق (عليه السلام )الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 171كتاب الحجة باب الاضطرار الى الحجة ح4في الكافي بسنده عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَوَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ صَاحِبُ كَلَامٍ وَ فِقْهٍ وَ فَرَائِضَ وَ قَدْ جِئْتُ لِمُنَاظَرَةِ أَصْحَابِكَ ......فَقَالَ لِلشَّامِيِّ كَلِّمْ هَذَا الْغُلَامَ يَعْنِي هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ, فَقَالَ : نَعَمْ, فَقَالَ: لِهِشَامٍ يَا غُلَامُ سَلْنِي فِي إِمَامَةِ هَذَا فَغَضِبَ هِشَامٌ حَتَّى ارْتَعَدَ, ثُمَّ قَالَ: لِلشَّامِيِّ يَا هَذَا أَ رَبُّكَ أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ أَمْ خَلْقُهُ لِأَنْفُسِهِمْ ؟ فَقَالَ الشَّامِيُّ: بَلْ رَبِّي أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ ,قَالَ :فَفَعَلَ بِنَظَرِهِ لَهُمْ مَا ذَا ؟ قَالَ: أَقَامَ لَهُمْ حُجَّةً وَ دَلِيلًا كَيْلَا يَتَشَتَّتُوا أَوْ يَخْتَلِفُوا , يَتَأَلَّفُهُمْ وَ يُقِيمُ أَوَدَهُمْ وَ يُخْبِرُهُمْ بِفَرْضِ رَبِّهِمْ قَالَ: فَمَنْ هُوَ ؟قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : قَالَ هِشَامٌ فَبَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله ؟قَالَ الْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ , قَالَ: هِشَامٌ فَهَلْ نَفَعَنَا الْيَوْمَ الْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ فِي رَفْعِ الِاخْتِلَافِ عَنَّا ؟؟؟؟ قَالَ الشَّامِيُّ نَعَمْ قَالَ فَلِمَ اخْتَلَفْنَا أَنَا وَ أَنْتَ وَ صِرْتَ إِلَيْنَا مِنَ الشَّامِ فِي مُخَالَفَتِنَا إِيَّاكَ, قَالَ: فَسَكَتَ الشَّامِيُّ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لِلشَّامِيِّ مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ الشَّامِيُّ: إِنْ قُلْتُ لَمْ نَخْتَلِفْ كَذَبْتُ ،وَ إِنْ قُلْتُ إِنَّ الْكِتَابَ وَ السُّنَّةَ يَرْفَعَانِ عَنَّا الِاخْتِلَافَ أَبْطَلْتُ ،لِأَنَّهُمَا يَحْتَمِلَانِ الْوُجُوهَ نوَ إِنْ قُلْتُ قَدِ اخْتَلَفْنَا وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَدَّعِي الْحَقَّ فَلَمْ يَنْفَعْنَا إِذَنِ الْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ. إِلَّا أَنَّ لِي عَلَيْهِ هَذِهِ الْحُجَّةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام سَلْهُ تَجِدْهُ مَلِيّاً ,فَقَالَ الشَّامِيُّ: يَا هَذَا مَنْ أَنْظَرُ لِلْخَلْقِ أَ رَبُّهُمْ أَوْ أَنْفُسُهُمْ ؟ فَقَالَ: هِشَامٌ رَبُّهُمْ أَنْظَرُ لَهُمْ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ الشَّامِيُّ :فَهَلْ أَقَامَ لَهُمْ مَنْ يَجْمَعُ لَهُمْ كَلِمَتَهُمْ وَ يُقِيمُ أَوَدَهُمْ وَ يُخْبِرُهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ بَاطِلِهِمْ ؟قَالَ هِشَامٌ فِي وَقْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله أَوِ السَّاعَةِ؟ قَالَ الشَّامِيُّ: فِي وَقْتِ رَسُولِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله ؟ وَ السَّاعَةِ مَنْ؟ فَقَالَ هِشَامٌ :هَذَا الْقَاعِدُ الَّذِي تُشَدُّ إِلَيْهِ الرِّحَالُ ,وَ يُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وِرَاثَةً عَنْ أَبٍ عَنْ جَدٍّ , قَالَ الشَّامِيُّ فَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ ذَلِكَ؟ قَالَ هِشَامٌ سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ؟ قَالَ الشَّامِيُّ :قَطَعْتَ عُذْرِي فَعَلَيَّ السُّؤَالُ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا شَامِيُّ أُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ سَفَرُكَ وَ كَيْفَ كَانَ طَرِيقُكَ؟ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَأَقْبَلَ الشَّامِيُّ يَقُولُ صَدَقْتَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ السَّاعَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام بَلْ آمَنْتَ بِاللَّهِ السَّاعَةَ .إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ وَ عَلَيْهِ يَتَوَارَثُونَ وَ يَتَنَاكَحُونَ, وَ الْإِيمَانُ عَلَيْهِ يُثَابُونَ .فَقَالَ الشَّامِيُّ: صَدَقْتَ فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله وَ أَنَّكَ وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ.