العقيلة (عليها السلام)  تصدع بالقران 



إن الطواغيت والحكام الفاسدين كعادتهم يستغلون الفرص لكي يعبروا عن كونهم أمناء الله وخلفائه في الأرض فيلوحون بأن من يصاب بالبلاء والمصائب هو من هوانه على الله تعالى وبعده عنه، أما هم فيعتبرون أنفسهم لهم  كرامة عند الله ومحصنين من البلاء لقربهم منه معتبرين أنفسهم مصداقا لقوله تعالى (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن‏) الفجر : 15 وهذا بعيد عن الواقع. . وقد اشارت عقيلة الطالبين زينب عليها السلام الى هذا المعنى في خطبتها الخالدة أمام الطاغية يزيد بقولها مستشهده بقوله تعالى( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أَساؤُا السوأى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يستهزؤون ) الروم 10 لكي تقول ان ما جرى لنا ليس من هواننا على الله وكرامتك وشرفك عنده فطغيت وأعجبت بنفسك فلا تنسى قوله تعالى ((وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلي‏ لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلي‏ لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهين ) )آل عمران 178)    فالقرآن يقول لك لا تظن أن سلطانك  هو خير لك وانما لكي تزداد إثما فوق آثامك وترجع إلى الله حيث ينتظرك العذاب المهين . 

وأما نجوم الأرض من بني عبد المطلب وأصحابهم فقد كتب الله تعالى عليهم القتل  وختم لهم بالسعادة والمغفرة وهم شبان الجنان ولهم الدرجات العليا من الجنة وأوجب لهم المزيد من فضله مع (الَّذينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفيقاً ) النساء 69  فعلى كل طواغيت الأرض في كل زمان ومكان أن يعوا  ويتعظوا بهذه الحقيقة  الباقية أبد    الدهر لأنها من سنن الله تعالى .