البيان القرآني في السبي الحسيني



إن التضليل الأموي المقيت طغى على عقول الناس وخصوصاً المغفلين منهم حيث أن الإعلام الأموي أوصل رسالة إلى الناس بأن الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه خارجين عن القانون وعلى خليفة الله في الأرض وبهذا فهم يستحقون الذي جرى لهم من القتل والسبي وهذا ما عبر عنه شيخ كبير السن وكان من وعاظ السلاطين عندما قال للإمام السجاد عليه السلام في الشام الحمد لله الذي قتلكم وأراح البلاد من رجالكم فرّد عليه الامام السجاد عليه السلام يا شيخ هل قرأت القرآن ؟ قال نعم، قال له فهل قرأت قوله تعالى ((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏

)) الشورى 23 فقال له الشيخ نعم قرأت هذا فقال الإمام فنحن القربى يا شيخ، ثم قال له الإمام السجاد وهل قرأت قوله تعالى ((إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً )) الأحزاب 33 فقال الشيخ نعم قرأت ذلك فقال الإمام فنحن أهل البيت الذين خصنا الله بآية التطهير ثم قال له الإمام فهل قرأت قوله تعالى (وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‏) الأنفال 41 فقال له الشيخ قد قرأت ذلك فقال له الإمام فنحن القربى ياشيخ،  فلما سمع الشيخ من الامام هذا البيان القرآني الواضح ندم على ما قاله في ذم العترة الطاهرة واستغفر الله وطلب من الإمام أن يصفح عنه فقال له الإمام إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا فقال الشيخ أنا تائب فلما وصل خبره إلى يزيد قتله رضوان الله عليه والتحق بركب الحسين عليه السلام شهيداً من شهداء الحقيقة التي كانت من أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام ...