القرآن وأثره في تغذية الروح


 

 القرآن له تمام الأثر في سلوك وبناء وتكوين شخصية المؤمن وصقل روحه وسلوكه سلوكاً قرآنياً وطبعه بطابع القرآن وخضوع عقله وعاطفته للقرآن عن وعي ومن الطبيعي أن العقل والعاطفة مفتاحان للقلب، فإذا خضع العقل والعاطفة للقرآن انفتح القلب والروح على مصراعيه على القرآن.

وينقسم الناس بالنسبة إلى تأثير القرآن عليهم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: ويندرج تحت هذا القسم الصديقون والأنبياء والأئمة المعصومون لأنهم وقعوا تحت تأثير القرآن وفعله وسلطانه المباشر وأولئك يفتح الله لهم كنوز القرآن ويسلمهم مفاتيحه، بقوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون) الأنفال/ 2.

القسم الثاني: ويندرج تحت هذا القسم طائفة من الناس بمقدار ما يتعاطون من كتاب الله وأولئك نصيبهم من القرآن بمقدار بعدهم وقربهم منه، فكلما كانوا أبعد عن دائرة القرآن ومجال تأثيره كان نصيبهم من القرآن اقل حتى يبلغ حد الصفر.

القسم الثالث: وأما ما يندرج في هذا القسم من الناس فهم أهل الفساد واللجاج والخصومة ومقاومة القرآن وهؤلاء يختلف حالهم عن القسم الثاني، فإن القرآن ينقلب في حياة هؤلاء إلى مصدر للشقاء والخسارة (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) الإسراء/ 82، (وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) التوبة/ 125، (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا واذا ذكر ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) الإسراء/ 45 – 46.

ولا شك أن تأثير القرآن على الأفراد يتناسب مع مقدار إيمانهم، فالذي يملك إيماناً عالياً يكون تأثير القرآن عليه كبيراً والعكس بالعكس وقد أكد القرآن الكريم من خلال الآيات المتقدمة ان تأثيره لا يحصل إلا بحصول الإيمان. وكل انسان يرغب أن يكون تأثير القرآن عليه كبيراً عليه أن يجعل من إيمانه سلماً يرتقي به للقرب من الله تعالى.