فتيات تتحدى الصعوبات لتسجل أرقاماً قياسية في مجال حفظ القرآن الكريم



تواصل دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة مشوارها الذي بدأته منذ تأسيسها لتربية جيل قرآني مرتبط بكتاب الله تلاوةً وحفظاً وتدبراً وعملاً، ولاسيما من فئة الإناث التي تشكل نصف المجتمع وعلى عاتقها مسؤولية تربية الأجيال الحاضرة والقادمة.
وفي هذا الصدد، قالت مسؤولة المركز القرآني النسوي التابع للدار "أمل المطوري": مازالت دار القرآن الكريم بالرغم من الظرف الصحي الراهن والتباعد الاجتماعي، تتخذ من الواقع الافتراضي منبراً إلكترونياً تنطلق منه لنشر الثقافة القرآنية، وتستقطب الراغبات بمعرفة كتاب الله قراءة وحفظاً وأحكاماً ومن مختلف الأعمار.
ومن جانبها  قالت المعلمة مديحة ثامر: كانت ثمراتنا لهذا الموسم بفضل الله تعالى كثيرة، ومنها الشابة المكفوفة "هدير رعد حسن" من محافظة ميسان صاحبة الخمسة والعشرين ربيعاً والتي حفظت القرآن الكريم في سبعة أشهر بالرغم من صعوبة ماتلاقيه من فقدان بصرها، إلا أن قوة بصيرتها منحتها سابقة التمكن من حفظ كتاب الله وترتيله، يضاف إليه تميزها في دراستها الأكاديمية كطالبة أنهت امتحانها الخارجي للثالث المتوسط بجدارة وإمتياز.
وأضافت : أما الحافظة الثانية فهي فتاة من محافظه ذي قار في سن أربعة عشر عاماً حفظت القرآن كاملاً خلال (٧٢) يوماً فقط وبأرقام سوره وآياته وهي طالبة متوسطة متميزة في تحصيلها الاكاديمي، أما الثمرة الثالثة شابة كذلك من محافظة ميسان عمرها تسعة عشر عاماً أبت إلا أن تكون قرآنية وبإمتياز يشابه إمتيازها كطالبة طب في الجامعة، مبينةً: تزامن مع حفظها لكتاب الله ظروف عائلية قاهرة ربما تجعل البعض يترك فكرة الحفظ والقراءة والسبق لحفظ كتاب الله، فهي كانت مضطرة للتواجد مع والدتها للعلاج في المستشفى بعد إصابتها بجلطة أدت الى شللها، كما تزامن ذلك مع بدء الاستعداد لأداء الإمتحان النهائي للصف السادس علمي، فكانت تدور أقدامها مابين المستشفى ودورات التقوية الدراسية ودورات حفظ القرآن، فما أن تعود من دوراتها العلمية حتى تلتحق بدورة الحفظ التي سابقت فيها الأخريات لتفوز في إرضاء والدتها وتحقق فرحة نجاحها الأكاديمي وتفوقها في حفظ كل القرآن خلال عدة أشهر فقط، معلنةً فوزها على عسر كل ظرف مرت به ولم يثنها عن رغبتها للوصول الى النجاح والتفوق.