زيارة الاربعين ما هي أدلتها ؟؟



ورَدَ عن مولانا الإمام الحسن العسكريّ(ع) أنَّهُ قال:[علاماتُ المؤمنِ خَمْس: صلاةُ إحدى وخمسين وزيارةُ الأربعين والجَهْرُ ببسْمِ اللهِ الرَّحمانِ الرَّحيم والتَّختُّمُ باليمين وتعفيرُ الجبين].


الثَّابتُ عندَ الإمامية بأنَّ المُرادَ مِنَ الفِقرةِ المذكورةِ في الحديث"زيارةُ الأربعين" هو زيارةُ الإمامِ الحسين(ع) في العشرينَ من صَفَر , ولكن هناك عالم دين يقول : إنَّ المُرادَ مِنَ الفقرة هو زيارةُ أربعينَ مؤمناً .


أنا أعالج هاتين المسألتين بإختصار من خلال بعض استدلالتي الخاصة ومن خلال رد أحد العلماء المنشور على أحد المواقع ولم يتسنى لي معرفة اسم صاحب هذا الردود ولكنها ردود علمية واصولية محكمة وصحيحة بحسب مراجعتي لإسنادها ومصادرها الشرعية . رأيت من الفائدة أن استنسخ بعضها بحسب حاجتي في هذه المقالة المختصرة , وسأضع الردود المقتبسة ضمن قوسين : 


  الجواب الأول :  الأحاديث النبوية والإمامية المعصومة كثيرة في الحث على زيارة الإخوان وبدون تخصيص عدد , فليس هناك من حديث يقول : يكفي زيارة اربعين أخر في الله تعالى . ولا يطلب الله منك أن تزور الأخ عدد واحد وأربعين .


وكنت قد قرأت حديثا حول أحد أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام يقول :


 إن صاحب الإمام الكاظم (ع) كان يزور أربعين مؤمن من الأصدقاء في كل يوم يسلم عليهم ويتفقد أحوالهم يطلب القربى إلى الله تعالى .لاحظ أربعين مؤمناً وأخاً في الله يومياً .


يعني هذا المؤمن قد زار الآلاف من الاخوان في الله طيلة حياته .


 الشاهد ليس هناك من قرينة تبين أن عدد أربعين هو المطلوب فقط في زيارة المؤمنين .


الجواب الثاني : الرد الآخر هو عدم وجود قرينة تبين المعنى الذي ينصرف إليه إلى أن الحديث يدل على زيارة أربعين مؤمن .


الجواب الثالث : (( إنّ دخول الألف واللام العهديةّ على كلمة "أربعين" إشارة للتنبيه على أنّ زيارة الأربعين من سنخ الأمثلة التي نصّ عليها الحديث بأنّها من علائم الإيمان والموالاة للأئمّة الإثني عشر .


    واللام العهديّة تدخل على المسنَد إليه للإشارة إلى فرد معهودٍ خارجاً بين المتخاطبين , وهذا نظير قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا (16)..  فالرّسول محلَّى باللام العهديّة التي دخلت على الإسم المسنَد إليه ، فالرّسول في الآية كان معهوداً في زمن فرعون وهو موسى النبيّ ، وفرعون الزنديق عصى موسى الرّسولَ المعهود يومذاك.


    وهنا هكذا: فإنّ "الأربعين" اسمٌ أُسنِدَ إليه الألف واللام العهدية حيث إنّ زيارةَ الإمام يوم الأربعين من يوم شهادته أمرٌ معهودٌ بين الشيعة، لذا لم تقتضِ الضّرورةُ ذِكْرَ قيدٍ لفظيٍّ أو قرينةٍ لفظيّةٍ تحدِّدُ أو تقيِّدُ اللفظَ المذكور باليوم المعهود وهو العشرون من صفر، فثمة قرينة حالية أوجبت فهم العلماء الأعلام من هذا الجملة خصوص زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام)، والقرينة الحالية هي السيرة القائمة على زيارة الإمام (عليه السَّلام) في العشرين من صفر)) .


الجواب الخامس : إجماع فقهاء الإماميّة على استحباب زيارته يوم العشرين من صفر، ونقلنا قسماً من كلمات بعض فقهاء الإماميّة على ذلك، ولم يعترض أحدٌ على الإستحباب ، وهذا الفرد أو ذاك لا يضرّ خروجه من الإجماع المنعقد في المسألة.


(( الجواب الخامس : بعض الروايات التي تدل على هذا المعنى))


عن محمد بن عبدالله الحمري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبد الرحمان الاصم ، عن أبي يعقوب ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا زرارة إن السماء بكت على الحسين (عليه السلام) أربعين صباحاً بالدم ، وإن الأرض كت اربعين يوماً بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، وإن الجبال تقطعت وانتثرت ، وإن البحار تفجرت ، وإن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين (عليه السلام) ألخ..مستدرك الوسائل ج-10 ص313 ،بحار الانوار ج-ص14ص183 وج-45 ص206 -215 ، مناقب - ابن شهر آشوب ص212 ، العوالم ص 471 ، تفسير الصافي ج-4 ص407 ، تفسير الآصفي ج-2 ص1154 ، تفسير نور الثقلين ج-4 ص  628 ))


(الجواب الخامس نقلاً من موقع الميزان).