أقسام الوقف الاختياريمع العناية البليغة من السلف الصالح وأقسامه ومعرفتها والمبالغة في حثّهم على تعلّمها وتعليمها كما عرفنا، لم ينقل عن رسول الله (ص) ولا عن أحد من الصحابة أو التابعين أو الأئمة المجتهدين تسمية الوقوف وبيان أنواعه وتحديد كلّ نوع منه بحدّ يخصّه ويميّزه عن غيره، فإنّ ذلك حدث كلّه بعد الصدر الأول، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله في تسمية الوقوف [ولم يتعرض من القدماء أحد للتقسيمات العامة للوقف في التلاوة التي مرّ بها سوي ابن الجزري (ت: 833هـ) فإنه أشار في نشره قائلاً:« إن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري لأن الكلام أمّا أن يتم أو لا فإن تمّ كان اختيارياً... وإن لم يتم الكلام كان اضطرارياً وهو المصطلح عليه بالقبيح الذي لا يجوز تعمد الوقف عليه إلاّ لضرورة من انقطاع النفس ونحوه لعدم الفائدة أو لفساد المعني » النشر في القراءات العشر لابن الجزري ج 1 ص 226.فالمقصود من الاختلاف بين العلماء في الوقوف هو الوقف الاختياري] وفي أقسامها فكان لكلّ فريق منهم اصطلاح خاصّ فاختلفوا في الوقف الاختياري على خمسة أقوال [الوقف عند أكثر القراء ينقسم إلى أربعة أقسام: تامّ مختار وكاف جائز وحسن مفهوم وقبيح متروك. البرهان للزركشي ج 1 ص 427] أشهرها وأعدلها ما ذكره أبو عمرو عثمان الداني (ت: 444هـ) وأبو خير محمد ابن الجزري (ت: 833هـ) وهو أربعة أقسام تامّ وكافٍ وحسنٍ وقبيح، وهذا أي القبيح وإن كان لا يصحّ الوقف عليه لكنه ذكر تتمّة للأقسام ليتحرز منه وليعرفه القارئ ليتجنّب الوقوف عليه وإلاّ فالأقسام ثلاثة فقط كما قال ابن الجزري في مقدمته من الجزرية:وبعدَ تجويدكَ للحروفِ لا بدَّ مِنْ مَعرفةِ الوقوفِوالابتداء وهي تُقْسَمُ إذَنْ ثلاثةٌ تامٌ وكافٍ وحَسَنوهي لما تَمَّ فإنْ لم يُوجَدِ تعلّقٌ أو كانَ معنًى فابتَديفالتامُ فالكافي ولفظاً فامنَعَنْ إلاّ رؤوسَ الآي جوّز فالحسنوغيرُ ما تمَّ قبيحٌ وَلَه يوقف مضطراً ويُبدا قبلهوليس في القرآن من وقف وجب ولا حرامٍ غيرِ ما له وَجَب [مقدمة طيبة النشر لابن الجزري]