______
بعد أن استقر تعريف اللغة على أنها نظام متناسق من العلامات المتمايزة القارة في أذهان الأفراد في ذات المجتمع بشفراته الثقافية ينشأ عليها أعضاء المجتمع وتتمظهر من خلال فعل الكلام..
يبرز السؤال كيف يوحد القرآن لسان العرب رغم تعدد لهجاته.. إجابات كثيرة تقارب الصواب في هذا المضمار من بينها الرأي القائل بأن "القرآن الكريم" لم يخالف مألوف العرب في لغتهم ذات التعدد اللهجي، من صياغة المفردة وبناء الجملة،
وهذا ما سهله وحدة الحرف وتطابق نطقه..
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه "القرآن الكريم":
1- (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
2- (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).
3- (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
رأي آخر يضيف إلى ما تقدم، أن الجمل العربية وبضمنها جملة القرآن الكريم تم تركيبها من قواعدهم وقد صيغت مفرداته بعذوبة ما نظمه أحسن القائلين وأحكمه، فكان عربيًا جاريًا على أساليب العرب وبلاغتهم، معجزاً بأسلوبه وبيانه، فرغم أن نزوله جاء في زمن كانت اللغة في أوج عطائها وفصاحتها ونتاجها الشعري والخطابي؛ إلا أنه أعجزهم بعظمة معانيه ودقة أحكامه الصالحة لكل زمان ومكان، فتحدى البشر جميعهم باختلاف ثقافاتهم ودياناتهم ودرجاتهم العلمية أن يأتوا بمثله..
رغم أن أسلوب النظم والسرد يختلف عبر العصور، فلغة عصر صدر الإسلام تختلف مع ما أعقبها إسلوبياً ودلالياً وبلاغياً، ومثال ذلك لغة التمايز الواضح والاختلاف الواسع بين لغة المخطوطات ولغة الصحف في عصرنا الراهن مثلاً؛ إلا أن لغة القرآن الكريم بقيت حية مفهومة من أدنى المشرق إلى أقصى المغرب..
كما تعد العربية من بين اللغات السبع الأكثر استخدامًا، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا متفوقةً على الفرنسية والروسية. وتتوقع الإحصاءات أن يتحدث بها عام 2050 نحو 647 مليون نسمة كلغة أولى..