لا شك أن النصوص تتشكل من نظام معرفي ولغوي تتألف بناء عليها المتون من مصفوفات إشارية أو علامية في علاقات تأثير وتأثر بين أقطاب العملية الدلالية المرسِل والرسالة والرسول..
هذا النظام بأساليبه اللامتناهية قرأته الثقافات بطرق شتى حتى أن بعض الشعوب القديمة ابتكرت العلاج بالكلمات وكذا يفعل أطباء التحليل النفسي.
وكثيرة هي الدراسات الخاصة بهذا المجال حتى أن الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي نشرت دراسة عن العلاج بالكلام أو “ هزيمة الإكتئاب “ التي تمثل ورش عمل خاصة بالتعامل مع ذوي الأداء المنخفض “ لصالح الشركات، وقد أوضحت الدراسة أن العلاج بالكلام له دور بارز ومهم في هزيمة الإكتئاب ، ولكن العلماء قد أثبتوا أن الأفراد المصابين بالإكتئاب يمكن أن يكونوا أكثر انتعاشاً و سعادة و إنتاجية بعد ست جلسات فقط من العلاج النفسي.
وتقول الدراسة أن ثمانية و عشرين مريضاً تتراوح أعمارهم بين الثلاثين و الثلاثة و الخمسين عاماً خضعوا للكشف بواسطة جهاز الأشعة التليفزيونية أحادية الفوتون “ SPECT “ ، و ذلك لفحص تدفق الدم عبر المخ أثناء الدراسة التي قامت بها “ الكلية الملكية للأطباء النفسيين “ في المملكة المتحدة عام 1999.لقد خضع خمسة عشر مريضاً لدورة علاجية لمدة ستة أسابيع لتناول مضادات الإكتئاب ، و خضع الثلاثة عشر مريضاً الآخرون لست جلسات علاجية تبلغ كل جلسة منها ساعة من العلاج النفسي.وبعد ستة أسابيع ، خضعت عقول المجموعتين كلتيهما للأشعة التليفزيونية مرة أخرى.
إن فحص المخ بواسطة الأشعة يمكن أن يوضح إذا ما كان المريض يشعر بتحسن أم لا ، لأنه عندما يتحدث المريض عن مشكلاته ، فإن تدفق الدم سريعاً ما يزداد خلال جزء في المخ والذي يعتقد أنه مسئول عن الإكتئاب.لقد أوضح الفحص الذي أجري على الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بواسطة مضادات الإكتئاب زيادة واضحة في تدفق الدم لمناطق محددة من المخ أثناء إجراء التجربة.كما أن الفحص الذي أجري على الأشخاص الذين خضعوا للعلاج النفسي ، فقد أوضح أيضاً زيادة هائلة في تدفق الدم في مناطق محددة من المخ.
هذا كله ونحن ما زلنا نتحدث عن كلام هو من صنع البشر، أما اذا انتقلنا الى القرآن الكريم الذي يصفه الله تعالى بأنه (فيه شفاء للصدور) فتكفي الطمأنينة والسلام الذي يشعره قارئه لتدل على عظمة صائغ كلماته وكيف تتناغم موسيقاه الداخلية لتستريح له القلوب..
بعض الأسر المتنبهة لقيمة كلام الله تستعين بتلاوة كتابه لتهدئة الأطفال وهذا إن يدل على شيء فإنما يدل على جلال كاتبه.
كل هذه التصورات والمفاهيم وضعتها دار القرآن الكريم نصب أعينها حين أطلقت مشاريعها القرآنية العملاقة داخل العراق وخارجه، لتسهم بشكل فاعل في تأسيس حركة قرآنية نشيطة عمّ صداها في الأرجاء.