قال اهل البيان من البلاغة حسن الابتداء ويسمى براعة المطلع ,وهو ان يتألق المتكلم في اول
كلامه وياتي بأعذب الالفاظ , واجزلها وأرقها واسلسها وأحسنها ,نظماً وسبكاً وأوضحها معنى
واخلاها من الحشو والركة والتعقيد والتقديم والتأخير الملبس والذي لايناسب , وقد اتت فواتح
السور من القران المجيد (1)
فناهيك بذلك حسناً اذا كان مطلعها هو اية البسملة (2) فهذه الاية تبتدأ باسم الله الرحمن الرحيم
وهذا الاسم هو جامع الصفات كلها وهو من اشهر الاسماء كما مر بيانه في البحث ويأتي بعده
الرحمن فالله رحمن لكل البشرية ويمدهم بالرزق والعيش وياتي بعده الرحيم فالله تعال رحيم
بالمؤمنين والخواص ينزل عليهم البركات والانوار , فبذلك يكون السامع او المتلقي في او
الاستعداد عندما يسمع هكذا كلمات ويكون متشوقاً لسماع مابعدها من كلام يأحذ النفوس ويشرح
الصدور فحسن الافتتاح له اثره عند السامع (3)وهذا الامر تجده عند بلغاء العرب كثيرا في
اشعارهم وخطبهم(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1ـ ابن معصوم:صدرالدين المدني علي بن احمد بن محمد معصوم (ت1119هـ) : انوار الربيع في انواع البديع,ص3,
2ـ الهرري:محمد الامين بن عبدالله الارمي العلوي :حدائق الروح والريحان في روابي علوم القران :ج1,ص91,ط3, 1428هـ ـ 2008م, دار طوق بيروت ـ لبنان , ودار المنهاج للنشر والتوزيع جده ـ السعودية
3ـ الباحث
4ـ ظ:انوار الربيع في انواع البديع : ص 4