قال تعالى ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا )
الجمعة 5
ما كان على موسى عليه السلام فقد اتمه ، حيث علم بني إسرائيل المعارف الإلهية التي اشتمل عليها الكتاب النازل . وهذه المعارف تتناول عقيدة التوحيد و المعاد ومقام النبوة في المجتمع . ومعارف كهذه أن أخذت بقوة القلوب اعتقادا و بقوة الأبدان عملا أثمرت كل خير و سعادة .
غير أن بني إسرائيل تعلموها ( حملوا التوراة) لكنهم لم يعملوا بها ( لم يحملوها ) فلا فرق بينهم و بين الحمار الذي يحمل أسفارا ( جمع سفر ) لا يفقه شيئا مما على ظهره غير ثقله و عناء نقله .
و هذه صفة من يكذب بآيات الله ولا يستفيد منها وانى الهداية أن تشمل مثل هذا . ولئن كانت مورد الآية في بني إسرائيل لكنها تخص كل قوم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم و اتخذوه مهجورا لم يعملوا به فبعدا القوم الظالمين .