قال تعالى ( أن ابي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )
الفطرة الإنسانية السليمة تجد أن الإحسان المسدى اليها يجب أن يقابل بإحسان بما يوازيه في الخيرية وأنه ليس للاحسان من جزاء إلا الإحسان . ولما رجعت ابنتا شعيب عليه السلام اخبرتاه بما قام به ذلك الشاب (نبي الله موسى عليه السلام ) من سقي غنمهما ، فاحدث ذلك في نفس الأب ميلا أخلاقيا لمعرفة المحسن ومن ثم مجازاته على حسن صنيعه لأنه اجهد نفسه واتعبها في عمل تعود فائدته لغيره لذا ارسل في طلبه و كان ما كان .
يستدل في مجال معرفة الخالق بقاعدة شكر المنعم وكيف أن النعم مسبغة على الإنسان ظاهرة و باطنة وان أريد عدها فهي لا تحصى .
ومن هنا يلزم كل ذي لب بأن يتفكر فيها أولا وكيف أنها جاءت بما يتلائم مع حاجة الإنسان من أجل بقائه وسعادته . وثانيا على المرء أن يؤدي شكر المنعم عليها غير أنه لما كان تعالى غنيا فلا يطلب عليها عوضا إلا أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر . و هذا كله يعود بالفائدة للمكلف نفسه ( أن احسنتم احسنتم لانفسكم ) وأشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى ذلك بقوله من أن فاعل الخير بنفسه بدأ واياها قصد .