بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى( و اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله . .) البقرة 281
هناك اسلوبان ركز عليهما القرآن الكريم في مخاطبته العباد - والذين هم عيال الله - وهما :
الأول / التشجيع والتحفيز وتنشيط الهمم نحو الطاعة وأداء الواجبات المطلوبة وكلها دون الوسع والطاقة ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ثم رتب على ذلك الثواب العظيم والأجر الجزيل والعطاء غير المجذوذ في جنة عرضها السموات والأرض ، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ماؤها غير آسن ، و لبنها لا يتغير طعمه ، و عسلها مصفى ، و الأزواج المطهرة ، و القطوف الدانية وفاكهتها لا مقطوعة ولا ممنوعة لا تسمع فيها لاغية و لسكانها ما يشاؤون ولدى الله المزيد .
الثاني / النهي عن اقتراب المعاصي والتحذير من عواقب الذنوب والتخويف من اوزار السيئات ، وقص علينا القرآن مصير المجرمين و وصف نار الظالمين من الكافرين والمشركين فإذا هي لواحة للبشر لا تبقي ولا تذر ، في عمد ممددة قعرها بعيد و شراب أهلها صديد كلما نضجت جلودهم بدلوا بغيرها ليذوقوا العذاب ، لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم مثلها ، و من قبل قال تعالى ( قوا أنفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )وفي كلا الاسلوبين أمر تعالى بالتقوى وهي خير لباس يرجع فيه العبد إلى ربه ارحم الراحمين.
و لقد ذ قنا الدنيا فما وجدنا لها وزنا قبال الآخرة ذات النعيم الخالد الذي تهفو إليه النفوس و تطمئن له القلوب الوالهة.