قال تعالى ( كتب الله لاغلبن انا ورسلي ....) المجادلة 21
قضى الله تعالى قضاء حتماً أن الغلبة له و لرسله ، و ذلك بلحاظ أمور :
الأول مقبولية الحق عند الفطرة اذا بين بالدليل القاطع المقنع و كذلك الخضوع له بعد إدراكه و أن كان هناك تردد أو تريث على المستوى الخضوع له عملا بسبب هوى أو أمر آخر(وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ) (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها )
الثاني : الغلبة من حيث التأييد الغيبي و القضاء للحق على الباطل في أي موطن التقيا فيدمغ الأول الثاني فإذا هو زاهق ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) فالباطل زبد سرعان ما يذهب جفاء ، و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .
الثالث : من حيث طبيعة الإيمان بالله و رسوله فالمؤمن يدافع عن الحق و يدفع الباطل و ينال إحدى الحسنيين فعزيمته مطلقة بخلاف من عزيمته مقيدة .
ثم ذيلت الآية بالاسمين (.. إن الله قوي عزيز ) و من هو هكذا فلا غالب له بل كل ما سواه مغلوب لضعفه و ذلته والملك ( لله الواحد القهار ) .