قال تعالى ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ) الشورى 20
اذا انعقد قلب الإنسان على غاية معينة وترسخت فوائدها في نفسه تنشطت الهمة و تحفزت العزيمة وقوية الإرادة من أجل إعداد مقدمات تلك الغاية أملا في بلوغها ، و هذا يتطلب إزاحة العراقيل ورفع الموانع من طريق تلك الغاية .
ونحن البشر نسعى لغايات شتى ( كل حزب بما لديهم فرحون ) فمن غلب عليه إيثار الآخرة على الدنيا بحث عن مقدمات ربحها بقدر قدرها عنده وحبه لها . و هذه المقدمات تقع ضمن :
* المقبولية العقلية على مستوى الاعتقاد .
* القدرة على الأداء على مستوى الطاعات .
* الخير العام والخاص على مستوى العلاقات والأنشطة الاجتماعية .
ومن هناك تبدأ حركة الفرد بمزاولة نشاطه على هذه المستويات الثلاثة مزكيا لنفسه مؤديا لطاعاته نفاعا لمجتمعه راغبا بما عند الله ، وما عند الله خير للابرار .
وهل إنتهت المهمة ؟ كلا إنها لم تنته بعد ، و كيف ذلك ؟
إن ها هنا مصدر طاقة لا ينضب ، و عطاء لا يحد ، و خير لا نعلمه ( و الله يعلم وانتم لا تعلمون ) انه المزيد وما ادرانا ما المزيد ؟ ( .. نزد له في حرثه ) فقال في حرثه ولم يقل من حرثه ! أي زيادة في ثواب أعماله و مضاعفة في الأجر و عطاء غير مجذوذ . و لمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولما عند الغني الوهاب فليتوجه المؤمنون .