قال تعالى( و اتل عليهم نبأ الذي ءاتيناه ءاياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو ... ) 175
الإيمان في القلوب عرضة للتحول من حال إلى آخر و بقدر قيمته و شرافته تأخذ منه الشوائب مأخذا مفسدا .
و هنا تبين الآية حال عبد أوتي الآيات يوم كان سالكا سبيل الإيمان و أنه لو استقام عليه لرفعه الله بها ، و لكن حصل خلل ( إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) فما كان منه إلا أن انسلخ من الآيات و اخلد إلى الأرض و إتبع هواه فكان من الغاوين لقد ارتبط بالدنيا بشكل لا ينسجم و الآيات فجاء إتباع الشيطان له لما تمهدت له الفرصة المناسبة . فامسى حاله كحال كلب يلهث أن زجر أم لم يزجر ، فاحتنكه الشيطان و أحكم قياده له ( ومن يكن الشيطان له قربنا فساء قربنا ) و الدرس هنا ؛ يجب على العبد أن لا يقربه العجب مما يرى من عبادته ، بل يجب عليه أن لا يخرج نفسه من التقصير .
إن الثبات على الإيمان أمر يحتاج إلى :
1. تغذيته بالعلم النافع و العمل الصالح ( إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه )
2. المراقبة الدقيقة و المستمرة للنفس و محاسبتها من أجل الإستقامة على الحق و ملازمته .
3. المواظبة على قراءة الآية ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ) و كذلك الأدعية المأثورة في هذا المجال .
4. تحري أبواب الخير وما أكثرها مثل مساعدة المحتاجين من الفقراء والأيتام و إغاثة المكروبين .
والحمدلله رب العالمين