قال تعالى ( هو الأول و الآخر و الظاهر والباطن)
الحديد 3
لنأخذ واحداً من هذه الاسماء الاربعة ، والذي يبدو أنه أقرب إلى فهمنا و أيسر لادراكنا من غيره ثم لننظر ما لنصيبنا منه.
و لما كان كلام الله حقا لا ريب فيه ، وهو كلام فصل لا يخالطه هزل فعليه يجب الاحتفاظ بهذه الحقيقة عند التأمل في الآفاق و النظر في الآيات .
و بخلاف ذلك تغشانا ظلمات التيه و نضل عن سواء السبيل . فمن قصر نظره على القشور و احتار بين الكثرات فما له من " الظاهر " نصيب .
أما من كان فحلا مقداما وازاح عن طريقه الموانع و العراقيل و سحقها بقصر النظر على " الظاهر " فقد فاز .
و لولا " الظاهر " ما ظهر شيء . فهو أظهر من كل ظاهر ، عند أولي الألباب ، و هو أظهرها لتحكي للعقلاء عن ظهوره و أظهر الكلام ليعبر عن مكنون الضمائر ، و أظهر الحق ليدمغ الباطل ، و أظهر النور ليزيح الظلمات و أظهر كل خير ليتبع ، و أظهر الآيات ليعرف و . ...... ألم تر إلى إبراهيم عليه السلام كيف اعرض عما افل حتى وجه وجهه للذي فطرها وهو الذي لا يطرأ عليه الافول .
أما إذا أخذنا " الظاهر " بمعنى الغالب فهو تعالى غالب أعداءه بحججه العقلية ، على مستوى النظرية و التشريع ( دينا قيما ) و على مستوى الفطرة و التي لا تبديل لها وان كتفت ( فلما ادركه الغرق قال آمنت . ... )
و هو تعالى غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
إذن الله تعالى له الظهور المحيط بكل ما هو مادي أو مادون ذلك .
والحمدلله رب العالمين