قال تعالى ( و ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله)
الحشر 2
الإنسان هذا الضعيف الجاهل المسكين يستعين بما لديه من توافه الاسباب ليحارب أو يهرب أو يحتجب عن سلطان الله و أمره .
و هذا الجاهل المغرور يرى بعينيه أو يسمع باذنيه من خلال هذا العمر القصير ما حل بالعمالقة و أولاد العمالقة من ذلة و مهانة ، و هو يرى ما عملت الأيام من بطش و سحق بكل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ألا يرى ما يعمل به النعاس ، حتى يجعله دكا ، و أين قوته أمام الجوع والعطش ؟ !
يا ضعيف يا مسكين لا تكن كمن قال لصاحبه ( انا أكثر منك مالا و أعز نفرا ) فما كان من جنته إلا أن أصبحت صعيدا زلقا ، و أصبح ماؤها غورا ، لماذا لم تقل ( ما شاء الله لا قوة الا بالله) و أين الذين ( اقسموا ليصرمنها مصبحين ) أتدري ما حل بجنتهم ؟ لقد طاف عليها طائف من ربك ، ثم ماذا ؟ فأصبحت كالصريم !!
يا أيها الإنسان لا تخرج عن قدرك " رحم الله امرء عرف قدر نفسه " ( و لا تمش في الأرض مرحا . .. ) الم تعلم أن ( كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ) .
ألم يأتك نبأ ذات العرش العظيم التي قالت للملأ حين داهمها الخطر ( افتوني في أمري . .) فما كان منهم الا ان ( قالوا نحن اولوا قوة و اولوا بأس شديد) وانتهى أمرها و جيء بعرشها .
يا مسكين يا ضعيف ألم تسمع عن الذين كانوا ينحتون ( من الجبال بيوتا فارهين ) أتدري ما أصابهم ( فاخذهم العذاب)
أبعد ذلك كله تعتقد أن حصونك تمنعك من الله ؟ أو تحول بينك وبين أمر الله ؟ ما اخسر صفقتك؟ و ما اسفه رأيك ؟ و ما اكسد بضاعتك ؟
فما استغفرت ربك ، فأتاك ( الله من حيث لم ) تحتسب ، و أصبحت عبرة لغيرك .
والحمدلله رب العالمين