استضافت كلية التربية في القرنة، يوم الأربعاء 6 تشرين الثاني 2024، ندوتين قرآنيتين ضمن فعاليات المخيّم القرآني السنوي الثالث، الذي هو أحد نشاطات المشروع القرآني في الجامعات والمعاهد العراقية، بإدارة الأستاذ علي طالب، مسؤول النشاط في الجامعات والمعاهد العراقية والمشرف على المشروع. حضر الفعالية عدد من الشخصيات القرآنية والأكاديمية، وسط حضور مميز من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
قدّم الندوتين الدكتور السيد مرتضى جمال الدين، المعاون العلمي لرئيس قسم دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة. افتتحت الندوة الصباحية بتلاوة للقارئ علي البطاط، وتناولت موضوع "سُنة الابتلاء والاستدراج في القرآن الكريم"، حيث تطرّق الدكتور الباحث فيها إلى السُنن القرآنية باعتبارها قوانين إلهية ثابتة لا تقبل التبديل أو التحويل، مشيرًا إلى قوله تعالى: (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا)، موضحًا كيف أن الآيات القرآنية تورد هذه السُنن بصيغة شرطية، مستشهدًا بأمثلة من الأمم السابقة وكيف أن هذه السُنن تنطبق على واقعنا المعاصر.
وفي السياق ذاته، تناولت الندوة المسائية التي حملت نفس العنوان، حيث افتتحت بتلاوة عطرة للقارئ محمد الموسوي. استكمل فيها الدكتور السيد مرتضى جمال الدين الحديث عن السُنن القرآنية، موضحًا أن هذه السُنن تنطبق على الفرد والمجتمع. كما تناول الحديث النبوي الشريف (لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ القذة بالقذة وحَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ)، مشيرًا إلى ضرورة اتباع هدي القرآن والعترة والحذر من الفتن التي قد يواجهها المسلمون في زمننا المعاصر.
إضافة إلى فعاليات الندوتين، قدّم مركز الانتظار الثقافي في البصرة مسرحية مهدوية عقائدية تناولت انشغال الأمة بالدنيا وابتعادها عن الاهتمام بإمام زمانها، داعيةً إلى ضرورة أن يعيش الموالون الشيعة في لهفة وحرقة لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، والعمل على تحقيق المبادئ التي يراها صاحب العصر والزمان.
وفي ختام الفعاليات، تمّ تكريم الجهات المنظمة والمشاركين، بهدف تعزيز التعاون المشترك واستمرار هذه الأنشطة القرآنية في الوسط الجامعي، والتي تهدف إلى تفعيل الحراك القرآني وتسليط الضوء على الشباب المؤمن وتشجيعهم على الانخراط في مثل هذه الأنشطة الفكرية والثقافية.