تفسير القمي:فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّـهِ (ع) أَنَّ إِبْرَاهِيمَ (ع) نَظَرَ إِلَى جِيفَةٍ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْر تَأْكُلُهُ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ سِبَاعُ الْبَحْرِ، ثُمَّ تَحْمِلُ السِّبَاعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَيَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَتَعَجَّبَ إِبْرَاهِيمُ(ع).
{فَقَالَ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ... إلخ}
فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ (ع) الطَّاوُسَ وَ الدِّيكَ وَ الْحَمَامَ وَ الْغُرَابَ.
فَقَالَ اللَّـهُ عَزَّ وَ جَلَّ: {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} أَيْ قَطِّعْهُنَّ، ثُمَّ اخْلِطْ لَحْمَهُنَّ وَ فَرِّقْهُنَّ عَلَى عَشَرَةِ جِبَالٍ ثُمَّ خُذْ مَنَاقِيرَهُنَّ وَ ادْعُهُنَّ {يَأْتِينَكَ سَعْياً}.
فَفَعَلَ إِبْرَاهِيمُ ذَلِكَ وَ فَرَّقَهُنَّ عَلَى عَشَرَةِ جِبَالٍ، ثُمَّ دَعَاهُنَّ فَقَالَ: أَجِبْنَنِي بِإِذْنِ اللَّـهِ تَعَالَى، فَكَانَتْ تَجَمَّعُ وَ يَتَأَلَّفُ لَحْمُ كُلِّ وَاحِدٍ وَ عَظْمُهُ إِلَى رَأْسِهِ وَ طَارَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: {أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.