التربية والتعليم في الاسلوب القرآني


لقد اكد الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة على معالجة النفوس قبل معالجة الابدان، اذ عمل كلاهما على معالجة النفوس المريضة عن طريق اسلوب الترغيب والترهيب الذي ينفذ اليها دون استئذان فعن امير المؤمنين (ع) في حديث يصف به رسول الله (ص) قال   ]طبيب دوار بطبه ، قد أحكم مراهمه، وأحمى مواسمه،  يضع ذلك حيث الحاجه اليه ، من قلوب عمي ،  وآذان صم ، وألسنة بكم، متتبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة [ نهج البلاغة 1/18 الخطبة 108 . ومن الاساليب التي استخدمها القرآن والرسول ص هو اسلوب الترغيب والترهيب التربوي وهو اسلوب الشدة واللين في معالجة النفوس المريضة التي تعلقت بالشهوات الصادة عن الانقياد لأوامر الله تعالى وكذلك أمراض الشبهات القادحة في علم اليقين بالعقيدة الحقة ،  فهو يدعو الى الرغبة في الخير والرهبة من الشر وقدم مراد الله على مراد النفس ويصبح رضا الله احب للعبد من شهوة نفسه فالكتاب العزيز  والسنة الشريفة هما الشفاء للأمراض التي تصيب العباد .

لذلك فالأسلوب القرآني الذي يتبع منهج التصوير الحسن في التعبير عن المعاني ليعطيها دقه وعمقا وشمولا  وقوة دلاله ورسوخا في النفس اكثر مما تعطيه الالفاظ والكلمات ذات الدلالة المباشرة .

حيث ان التصوير ينقل السامع الى عالم غير محدود من الخوف والرعب والفزع يعجز عن وصفه اللفظ وتقصر عنه العبارة فتتكون صورة شاخصة لا تغيب  وتكون راسخه في الاذهان لا تمحى .

فالقرآن والسنة تَعُد الانحرافات الخلقية والصفات الرذيلة أمراضاً فاذا زالت هذه الأمراض حصل الشفاء للقلب .

والترغيب والترهيب هو الوعظ والزجر عن كل ما يبعد عن رضوان الله والمنع عن ما يشغل القلب بغير الله تعالى فالموعظة تطهير ظواهر الخُلق والشفاء هو تطهير البواطن عن العقائد الفاسدة والاخلاق الذميمة وهذا يشير الى ظهور نور الحق في قلوب الصديقين وهذه الحقيقة والرحمة الالهية هي اشاره الى كونها بالغه في الكمال والاشراق الى حيث تصبح مكمله لمكارم الاخلاق وهذه هي النبوة السماوية, والسنة الإلهية الجارية هي إقران الوعد بالوعيد لأن من الناس من لا يجد يه التخويف و منهم عكس ذلك , وكذلك فان القرآن يضع الحُسْن والقَبْح في تقابل حتى يتضح وضع كل منهما بالمقايسة وهذه الطريقة الحكيمة من شانها ان تذكر الشئ وضده ليكون الوعد مقرونا بالوعيد أبدا فيحصل تمام الكمال النفسي والروحي صعوداً الى سلم الارتفاع الى مرضاة الله تبارك وتعالى وبالتالي الفوز بالآخرة ونعيمها وهذا هو هدف الكتاب وسنة أهل البيت عليهم السلام .


السيد بدري عباس الاعرجي