الحنيفية هي الطريقة المستقيمة المائلة عن الاديان الباطلة الى الديانة الحقة الموحدة لله عَزَّ و جَلَّ، و نهجها الالتزام بالثوابت و الاصول الفطرية و العقلية التي جاءت بها الشرائع الالهية و الاديان السماوية الحقة، و تجنب الشرك و الانحرافات الحاصلة في الاديان السابقة. و الحنيف و المُتَحنِّف هو المائل عن الأديان الباطلة إلى دين الحق، و هو المستقيم المائل إلى الإسلام و الثابت عليه . و الحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم عليه السلام . الحنيفية في القرآن الكريم اشتملت آيات عديدة من القرآن الكريم على مشتقات لفظة "الحنيفية" نذكر بعض تلك الآيات: قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ و قال جل جلاله: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ و قال عَزَّ و جَلَّ: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ و قال سبحانه و تعالى:﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ الحنيفية في الاحاديث الشريفة رُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عُثْمَانَ يَصُومُ النَّهَارَ وَ يَقُومُ اللَّيْلَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) مُغْضَباً يَحْمِلُ نَعْلَيْهِ حَتَّى جَاءَ إِلَى عُثْمَانَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي. فَانْصَرَفَ عُثْمَانُ حِينَ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله). فَقَالَ لَهُ: "يَا عُثْمَانُ لَمْ يُرْسِلْنِي اللَّهُ تَعَالَى بِالرَّهْبَانِيَّةِ، وَ لَكِنْ بَعَثَنِي بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّهْلَةِ السَّمْحَةِ، أَصُومُ وَ أُصَلِّي وَ أَلْمِسُ أَهْلِي، فَمَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، وَ مِنْ سُنَّتِيَ النِّكَاحُ" . و عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السَّلام) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: "حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ" مَا الْحَنِيفِيَّةُ؟ قَالَ: "هِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، فَطَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ عَلَى مَعْرِفَتِهِ" . و عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الْعَرَبَ لَمْ يَزَالُوا عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ، يَصِلُونَ الرَّحِمَ، وَ يَقْرُونَ الضَّيْفَ، وَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ، وَ يَقُولُونَ اتَّقُوا مَالَ الْيَتِيمِ، فَإِنَّ مَالَ الْيَتِيمِ عِقَالٌ، وَ يَكُفُّونَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْمَحَارِمِ مَخَافَةَ الْعُقُوبَةِ، وَ كَانُوا لَا يُمْلَى لَهُمْ إِذَا انْتَهَكُوا الْمَحَارِمَ..." . و عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ وَ تَعَالى- أَعْطى مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شَرَائِعَ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى عَلَيْهِمُ السَّلَامُ التَّوْحِيدَ وَ الْإِخْلَاصَ وَ خَلْعَ الْأَنْدَادِ، وَ الْفِطْرَةَ الْحَنِيفِيَّةَ السَّمْحَةَ، وَ لَارَهْبَانِيَّةَ، وَ لَا سِيَاحَةَ، أَحَلَّ فِيهَا الطَّيِّبَاتِ، وَ حَرَّمَ فِيهَا الْخَبَائِثَ، وَ وَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ13وَ الْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ..." .