الميمونية فرقة ضالة من الخوارج هؤلاء انكروا وجود سورة يوسف (عليه السلام) في القران وزعموا بأنها قصة غرام وبذلك خرجوا عن جميع المذاهب الاسلامية فهل هناك غرام في قصة يوسف حقاً ؟
الجواب: قد يَظن البعض من النظرة الأولى إن سورة يوسف (عليه السلام) أشبه بقصة بطلها امرأة تحكمت فيها أنوثة حيوانية عشقت فتى وسيماً لم يرى رجل مثله لحسنه وجماله وان الفتى عزف عنها متحصناً بتقوى الله تعالى والخوف من عقابه .
ولكن من قرء هذه السورة المباركة بإمعان وتدبر وأدرك أسرارها وأهدافها يؤمن ايماناً قاطعاً بأنها تقدم دروساً من الواقع بأن القيم الروحية غالبا ما يكون الالتزام بها وسيلة للنجاح في هذه الحياة على الرغم من الأوضاع الفاسدة ومن قرأها قراءة سريعة غير متدبره يقول ما قاله الميمونية .
إن الله تبارك وتعالى ضرب مثلاً على حقيقة التقوى وصراعها مع قوى الشر والانحراف في يوسف حيث راودته امراة العزيز عن نفسه فأبى واستعصم بتقوى الله وعندما هددته بالسجن ان لم يفعل فاصر ولم يفعل وقال ربي السجن احب الي فسجن ودفع الثمن غاليا من نفسه لان التقوى أثمن وأغلى وان الذين يصارعون الحق يلقون السلاح في النهاية منهزمين من المعركة ومستسلمين رغم انوفهم تماما كما حدث لإمرة العزيز واخوة يوسف . وخلاصة القول إن الأوضاع الفاسدة عندما تنتشر في المجتمعات ترفع شان الاشرار الفاسدين وتحط من شان الطيبين ولكن الشدائد تظهر كل على حقيقته وتضعه في موضعه .