الغفلة هي غيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذّكره وتعني الغِرة(بكسر الغين) وضدها التيقظ والمعرفة وقد ذكرت في القران الكريم في مواضع عديده كلها بالذم للغافلين و بأساليب متعددة وأهمها الغفلة عن ذكر الله وطاعته وبراهينه ونعمه والأخرة والمعاد والدروس والعبر والأمثال التي ضربها الله لنا في القرآن .
وتعتبر الغفلة من أسباب البعد عن الله تعالى وتُعَّد من الصفات الذميمة التي لا تليق بالمؤمنين. (إِنَّ الَّذينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ ).
وقد وضع القرآن منهجاً تربوياً لمعالجة هذا المرض الخطير يتكون من عدة نقاط منها .
1- التوكل على الله والاكثار من تلاوة القرآن بتدَّبر وتطبيق مراده في الحياة اليومية .( إِنَّ الَّذينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ ).
2- الابتعاد عن كل ما يلهي عن ذكر الله من زخارف الدنيا . (وَ لا تَكُونُوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ).
3- الاقتداء بالصالحين من المؤمنين المتيقظين والابتعاد عن الغافلين عن الله . (رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ).
4- الاتعاظ بسيرة الماضين من الغافلين عن الله من الامم والافراد والاعتبار بمصيرهم (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَ إِنَّ كَثيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُون).
5- الاكثار من ذكر الاخرة والموت والحساب والمعاقبة (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ).
وبتطبيق هذه الفقرات يكون الإنسان قد عالج الغفلة واتعظ بالقرآن وكان من اليقظين في هذه الدنيا لينال سعادة الدارين والقرب من رحمة الله تعالى ونختم بقول النبي الأكرم ص (تنفلوا في ساعة الغفلة) وقول الصادق ع (إياكم والغفلة).