قال تعالى (وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَميعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحيصٍ ) ابراهيم(21).
ليس هناك أعظم وزراً من الطغاة المتبوعين إلا من تابعهم على ظلمهم وهو يعرف حقيقة الأمر كما ان ظلم الظالم ليس أسوء عند الله من صبر المظلوم على الظلم .
ان قتل المظلوم في سبيل الحق شهادة في سبيل الله والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
ولم يتجرأ الظالم على الظلم إلا بسبب سكوت المظلوم عنه ولو علم الظالم إن بين جوانح المظلوم نفساً حسينياً لتجنبه ولم يجرأ على ظلمه لأن سيد الشهداء وضع المنهج الذي لو اتبعه المظلوم لما وقع الظلم عليه.
والمقصود بالمستكبرين في هذه الآية الكريمة هم ضعفاء النفوس الذين يتبعون الظالم الضال وهم على علم بظلمه وضلاله طمعا بما في يده أو حباً وايثاراً للسلامة والراحة وقد صور القرآن الكريم موقف هؤلاء التابعين للظلمة وأهل الضلال عن علم أو جهل صور موقفهم يوم الحساب مع الطغاة بهذا الحوار في قوله تعالى: (وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَميعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحيصٍ ) إبراهيم(21). حيث يقول ضعفاء النفوس لرؤسائهم من أهل الدنيا والدجالين من أدعياء الدين كنا نأتمر بأوامركم وننتهي بنهيكم ونحن الآن أمام الله لاحول لنا ولاقوة يحاسبنا على طاعتنا لكم في معصية الله فهل تدفعون عنا ولو قليل من عذاب الله ونقمته وهذا هو مصير الذين اشتركوا في قتل الطيبين من شهداء الطف وكذلك المتخاذلين عن نصرة الحق المتمثل بسيد الشهداء عليه السلام .