إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31))) سورة النمل )(
المتامل في الايات القرانية يجد فيها انموذجا للاختصار والاختزال بعيد عن الاطالة والمماطلة والملل وهذا سنسجم تماما مع رغبة النفس الانسانية التي تميل دوما الى حب الاختصار والاختزال وبالتالي اختصار الوقت والوصول الى الهدف سريعا وخيرا انموذج لهذا رسالة سليمان (عليه السلام) الى ملكة سبأ بلقيس((بسم الله الرحمن الرحيم ان لا تعلوا علي واتوني مسلمين )) فقد اختصار (عليه السلام) معاني التبليغ والرحمة والسلم والوعيد بهذه الكلمات القصيرة ولو انه ذكر اسلوب اخر من الخطاب كأن يكون: بانكم ان لم تسلمو فاننا ناتي بجيش جرار ونفعل كذا وكذا لكان قد ذكرا امرا زائدا كون بلقس تعلم ما هي قوة سليمان وتعرف ان يسخر الطيور والبحار والقوة الكونية جميعها تحت امره باذن الله لذا فانها بمجرد ان قراءة الرسالة عرفت مضمونها وعرفت ما لسليمان من قوة ستجعل دولتها في ذل وهوان لذلك حينما جمعت المستشارين وطلبت منهم ان ينصحوها(يفتوها) اكتشفت ما بهم من عزيمة واصرار على مواجهة سليمان وهنا كان لابد ان تطرح قرار اكثر حكمة كونها تعرف ما هي النتائج التي ستترب عند دخول سليمان (عليه السلام) الى سبأ والمثال الثاني في قصة موسى (عليه السلام) {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}سورة القصص، لم تفصلا في امر موسى لان اخلاقه والعمل الذي فعله كان وصفا كافيا للامانة والقوة وفي هاذان الوصفان اختزلتا معاني واوصاف كثيرة .
وهنا لابد ان نعرج على امر مهم فعند التمعن بالخطابات والمقالات سيما الخطاب التي تصدر من المسؤلين واصحاب القرار نجدها لا ينسجم مع ما ذكرناه فاطالة الحديث سمة تتصف به معظم الخطابات في الوقت الحالي ولو تاملنا في هذه الخطابات نجدها تحوم حول محور واحد او محورين وبالتالي تاخذ مساحة زمنية وتشغل الناس عن اعمالهم وتجعلهم ينفرون من هذه الخطابات .