حكم الثواب المهدى إلى الميت


 قال تعالى: )وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) الأنعام : 164.
 سؤال: لقد اعتاد الناس أن يبذلوا المال والطعام عن أرواح أمواتهم، وأن يقرؤوا سوراً من القرآن، ويهدوا إليهم ثوابها، فهل مثل هذا جائز شرعاً ؟ وهل ينتفع به الأموات ؟ وكيف ؟ والمفروض أن الأموات لا يعذبون بسيئات الأحياء ، فينبغي أن لا يتنعموا بحسناتهم ؟.
الجواب : إن كلاً من العقل والشرع يأبى أن يؤخذ البريء بجرم المذنب ، وأن يشاركه فيما يستحق من العقاب ، أما بالنسبة إلى الثواب فلا مانع في نظر العقل أن يشارك غير المحسن في الثواب الذي استحقه على عمله ، وقد ورد الشرع بذلك ، فوجب التصديق ، قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : إذا مات  الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له . . وقال (صلى الله عليه وآله) : من مات وعليه صوم فليصم عنه وليه . . وقال (صلى الله عليه وآله) : من دخل المقابر وقرأ سورة يس خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات .
وعن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أوميتين ؟ .فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الميت ينتفع بإهداء الثواب على عمل الخير والعقل لا يأبى ذلك إطلاقاً ؛ لأنه يتفق مع فضل اللّـه وكرمه ، ولكن الناس توسعوا كثيراً، وتجاوزوا الموارد المنصوص عليها ، وقد اتفق الفقهاء على أن كل من أتى بما لا نص فيه بقصد أنه راجح شرعاً فقد ابتدع في الدين ، وافترى على اللّه ورسوله . . فالأولى أن يهدى الثواب إلى الميت رجاء أن ينتفع به من غير قصد الرجحان ديناً وشرعاً .