إن شهر ذي الحجة هو من الأشهر الحرم وآخر شهر في السنة ، ففي أول يوم منه وفي آخر يوم منه يستحب قراءة آية الكرسي ، وفيه أيام كثيرة ومواقف شريفة لحج بيت الله الحرام ويوم عرفة والعيد الأضحى ، وفيه عيد الغدير الأغر ، ويوم المباهلة ويوم التصدق بالخاتم ، وترى في أهم أيامه يستحب قراءة آية الكرسي ، وهذا بيان آخر لفضلها ولشرفها وعظمتها ، وأهميتها في بيان معارف الدين وظهور لحقائق سيادتها وملاك كرامتها ، وإنه في أغلبها يتم التولي لأولياء الله بتلاوة آية الكرسي مع سورة القدر بالإضافة لسورة الإخلاص ، وسورة الحمد ، والتي تعرفنا ضرورة تمجيد الله سبحانه وطلب الهداية لصراطه المستقيم الذي عرفه لنا بتوسط المنعم عليهم بهداه . وسواء بآية الكرسي وسورة القدر : وبكل آيات كتاب الله المعرفة لأهمية تجلي علم الله لعباده، وتحقق ظهوره بإذنه في أولياءه عليهم السلام ، حتى عرّفهم في يوم الغدير بأعلى نعم الهداية والولاية، وإن الله سبحانه قال لنبيه: وأما بنعمة ربك فحدث ، فقال صلى الله عليه وآله : يوم الغدير : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، فأنزل الله لنا : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا (3) } المائدة . وإن أعلى نعم الله : نعمة الهداية التي نطلب من الله سبحان أن يحققنا بها في كل صلاة واجبة أو مستحبة حين قراءة سورة الفاتحة في الصلاة ، وتقارن سور كريمة في معرفة نزول علوم الله على ولي الأمر ، يعرفنا تحقق هدى الله الواضح سبيل معرفته بسادة الوجود ، وصراطه المستقيم لكل طالب بحق معرفة دين الله ، وما يحب سبحانه أن يعبد به . وبهذا البيان الجلي: في شرع الله الواضح لمن يطلب الحق، نعرف أهمية أيام الله وما يستحب أن يقرأ فيها من الأدعية ونوافل الصلاة واتحادها في العمل والمعنى . إن سيد الليالي هي ليلة القدر ، وإن سيد الأيام هو يوم الجمعة ، وإن ليلة عرفه سيد الليالي هي لإبراهيم وداود عليهم السلام ، وهذا ما يعرفنا شرفها ، وإن استحباب قراءة آية الكرسي فيها مائة مرة لبيان عظمتها وسيادتها وكرامتها .