إن قادة الحق سواء من الأنبياء أو غيرهم من القادة الربانيين لا يطلبون الأجر من أتباعهم وهذا دستور قرآني جاء في مواقع كثيرة في قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجراً) وهذه واحدة من رسائل القرآن التي تعبر عن دقة تربية القادة الربانيين من قبل الله تعالى؛ لأن الحاجة المادية غالباً ما تكون غلاً في يد قادة الحق وقفلاً على ألسنتهم وفكرهم ومن هذا الطريق يدخل المنحرفون والانتهازيون؛ لكي يضغطوا ويغيروا من سلوكيات القادة ودعات الإصلاح؛ لأن القائد هو بالأصل إنسان ومن الممكن أن يزل تحت ضغط الحاجة المادية وبالتالي لا يكون أنموذجا يقتدى به عند الناس. لذلك نرى القرآن يصرح إن الأنبياء يقولون منذ بداية دعوتهم إنهم ليسوا بحاجة مادية لأحد من الناس ولا يريدون من أتباعهم الأجر على دعوتهم.