السيد بدري عباس الاعرجي
قال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فيهِ قُلْ قِتالٌ فيهِ كَبيرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبيلِ اللَّهِ وَ كُفْرٌ بِهِ
لقد أجاز الإسلام قتال أهل البغي والظلم في الأشهر الحرم ومنها شهر المحرم الحرام دفاعا عن النفس ولكن هذا القتال لا يجوز إلا بأذن المعصوم أو نائبه احترازا من الفوضى كما وان الحرب والقتال يعدّ واجبا إذا كان من اجل الدين والعدل ودفع الظلم عن النفس وعن الآخرين.
وقد أثار الطواغيت والظلمة الحروب وسفك الدماء من أجل مصالحهم الذاتية وتسلطهم على الناس بغير حق وتحريف الشريعة الإسلامية السمحاء، ولكي يسود الظلم والطغيان ويصبح ظاهرة طبيعية، والإسلام حرب على كل من يريد أن يسود الفساد في الأرض (وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها).
وإن كل من انتهك حرمات الله مستحلا لها وسفك الدماء البريئة بغير حق فهو كافر بالله وإن صلى وصام وحج البيت؛ لأن هذا أسوء من الكافر.
من هنا جاءت نهضة الحسين عليه السلام في هذا الشهر الحرام؛ لكي يدافع عن الدين وشريعة سيد المرسلين ضد الطواغيت والمستبدين الذين يعملون على تحريف الحق وانتشار الظلم والفساد وأعلنوا الحرب على حامي الشريعة في هذا الشهر الحرام إرضاء لغرورهم وفسادهم.
دون أن يراعوا حرمة الشهر الحرام والشخص الحرام والنساء والأطفال الذين لا ذنب لهم سوى مؤازرة من يريد الاصلاح في أمة جده.
فسلام عليك يا سيد الشهداء يوم ولدت ويوم نهضت واستشهدت ويوم تبعث حيا وجعلنا من الطالبين بثأرك.