عبقٌ مِن ذكرى الولادةِ
تحتفل الأمة الإسلامية هذه الأيام بذكرى الولادة الميمونة لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين حبيب ربّ العالمين محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو حدث مبارك كانت تشرئب قلوب جميع أصحاب الكتب السماوية إليه وتتلهف إلى موعده نفوسهم لما سبق من العلم من قدومه والدعوة إلى بعثته (ربَّنَا وابعَثْ فيهم رَسُولًا منهم يَتلُو عليهم آياتِكَ وَيُعلِمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ ويزكِيهم إنّك أنتَ العزيزُ الحكيمُ) والبشارة به في كتبهم وتوصيات أنبيائهم (ومبشرًا برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمد) من أن هناك حقيقة محمدية سوف تظهر بصورتها البشرية ومهمتها النبوية ودينها الخاتم لتكامل الأديان والشامل لجميع الأماكن والأزمان.
وهكذا كان, فأشرقت الأرض بنور ربّها وكُسيت الجنان بأجمل زينتها وأنزلت السموات بركاتها واستبشرت الملائك فيما بينها ولهج بأحوال ولادته كلّ ناظر في النجوم ومنتظر منذ زمن للقدوم إعلانا للميلاد وتبشيرا للعباد ليعلم بولادته القاصي والداني.
وهكذا كان, فتصدعت قصور الملوك وسقطت شرفاتها وأخمدت نيران الشرك والضلال وانكبت الأصنام على وجوهها وأرجمت السماء الشياطين بنجومها إنذارا من الرد عليه وتحذيرا من مخالفته وتلميحا بوجوب قبول دعوته وإلّا كان من سوء تغيّر أحوالهم وتبدل مآلهم إلى ما لا يرجون ومن عاقبته يفرون.
فها هو النور قد أشرق فأضاء الأرض ببريق لمعانه وأنار الظلمات ببوارق لا تذكـــر الكتب الســـوالف قبله طلع النهار فأطفئ القنديلا
--------------------------------------------------
الكاتب الراحل الأديب
المرحوم عبد الرضا هيجل