*الشيخ عبد الجليل المكراني
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: {ألا إن الروح الأمين نفث في روعي إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب...} (العلامة المجلسي/بحار الأنوار/64).
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن من حدثه، عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: روينا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: {إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع فقال: أما الغابر فما تقدم من علمنا، وأما المزبور فما يأتينا، وأما النكت في القلوب فإلهام، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك}.
الإلهام: إلقاء الشيء في النفس وقيل: إنه نوع من الإخبار الإلهي والإفاضة على قلب الإنسان تدعوه إلى القيام بعمل ما.
الوحي التشريعي: عبارة عن مجموعة من المعارف والقوانين الإلهية الشاملة لشتى جوانب الحياة البشرية فردية كانت أو جماعية.
أقسام الإلهام
1- الإلهام الفطري:
قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}(الشمس /8-7)
فالله تعالى ألهم النفس الناطقة خيرها وشرها.
2- الإلهام الخطوري:
وهو مايطرأ في وجدان البشر ويخطر في ذهنهم من الأمور الغيبية وقد يعلم أنه من الخطورات الرحمانية أو أنه من الخطورات الشيطانية وقد لا يدري بذلك أصلا وهذا ما يحصل عند بعضهم نتيجة رشحات وثمرات الملكات الإنسانية المكتسبة من الرياضات العرفانية.
الفروق بين الوحي التشريعي والإلهام
1- الوحي من خواص النبوة وينتهي بختم النبوة أما الإلهام الخاص أي إلهام المعصومين عليهم السلام والذي يشبه الوحي التشريعي يبقى الإلهام فيهم مستمرا.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): {أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا ....أعطاني الوحي وأعطاه الإلهام}
2- مصدر الوحي معروف للنبي فهو يعلم أن الوحي إنما هو من الله بخلاف الإلهام فهو غير معلوم المصدر وكيفيته بالخصوص إذا لم يكن الملهم معصوما فإنه لا يعلم.
3- الوحي يشتمل على الأحكام والمعارف الضرورية لكمال الإنسان من هنا يجب على النبي أن يوصله إلى الناس أما الإلهام فهو أمر شخصي والملهم غير مأمور بإيصال مضمونه إلى غيره.