القرآن المعجزة الخالدة
*الشيخ عبد الجليل المكراني
قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (النساء/82).
هكذا نزل القرآن معجزة أبدية خالدة مدى الدهر ليكون حجة على الخلق.
وللقرآن وجوه عديدة من الإعجاز فهو معجز في بيانه وبلاغته، معجز في تناسقه وعدم اختلافه، على الرغم من تشعب معارفه وتشتت جوانبه.
لقد تعرض القرآن إلى مختلف الشؤون العامة والخاصة، وتوسع في مباحثه ليشمل الإلهيات والنبوة حيث تحدث عن صفات الله جل وعلا بوصف يليق بشأنه من صفات الجمال والجلال، وتحدث عن الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ونزهم عن كل عيب ونقص وأثنى عليهم ووصفهم بكل وسام.
كما شملت معارفه كافة التعاليم والأحكام الإجتماعية والفردية والسياسات المدنية والنظم التربوية والإجتماعية، وفي نفس الوقت تطرّق لوصف المخلوقات الأرضية والسماوية من ملائكة وجن وإنس وسماوات وأرض.
ومع هذا التعدد والتنوع فإن الإنسان لا يجد فيه أي تفاوت أو تعارض في قول ومضمون وهذا ما لانجده في كتاب آخر بل نجد العكس في بعضها.
ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): {واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى، أو نقصان من عمى. واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لاحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله. واعلموا أنه شافع مشفع، وقائل مصدق، وإنه من شفع له القرآن يوم القامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فإنه ينادي مناد يوم القيامة: ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلوه على ربكم، واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آراءكم ، واستعشوا فيه أهواءكم}.