الناس في حياتهم الاجتماعية لا يصلون إلى مقاصدهم و لا يحققون ما يصبون إليه إلا بكدح ( يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحا . ) و عمل ( و قل اعملوا . )
وما إلى ذلك فالإنسان يحتاج إلى تهيئة مقدمات الوصول إلى ما يبتغيه من أهداف وغايات . و هذه المقدمات لا بد لها من تفكير ونظر في بقية المقدمات التي لا تنفك عن أخذ وعطاء وحركة وانتقال و بذل جهد لإتمام كافة المقدمات و مع ذلك قد لا نفلح في أمرنا . و هكذا نجد الإنسان يكتوي بالأسباب ويتقلب في الصعاب من أجل الوصول إلى غايته .
أما في الجنة فإن المراد يحصل بمجرد المشيئة لا بيد تمتد ولا قدم تسعى ولا حركة ولا انتقال . قال تعالى ( قال قائل منهم اني كان لي قرين . يقول اءنك لمن المصدقين . اءذا متنا وكنا ترابا وعظاما اءنالمدينون ) ( قال هل انتم مطلعون . فاطلع فراه في سواء الجحيم )
وهناك مزيد لهم من العطاء ( و ما كان عطاء
ربك محظورا ) فأين هذا من عنا ء الدنيا ومشاقها و وخيبة الامال فيها و ضياع رأس مالنا وهو أنفسنا فيا لها من خسارة لا تعوض .
اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ابدا .