قال تعالى ( قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة . .) يوسف 108
يمتاز الخطاب القرآني في مجال إثبات أصول العقيدة بوضوح المفردات فهي مفهومة الدلالة على المقصود عند القاريء أو السامع للحجة المطروحة . فإذا أراد الخطاب القرآني إثبات الخالق قال :( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )
ثم يترك المخاطب في حال تفكر حر ليصل إلى النتيجة .
وإذا أراد الخطاب القرآني الاستدلال على التوحيد قال : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ). وهنا المخاطب يتأمل في هذا النص فلا يجد مناصا من الاعتقاد بأن الإله واحد .
وإذا أراد القرآن إثبات ضرورة وجود النبي قال : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) فالهادي إلى الحق أولى بالاتباع ممن لا يكون كذلك . ونفس الحجة تجري في إثبات الإمام والإمامة. فالنبوة والإمامة تمثلان القيادة الناجحة الموصلة إلى الله باتباع سبيله .
وفي مجال إقامة الحجة على المعاد يقول القرآن :
( افحسبتم إنما خلقناكم عبثا وانكم إلينا لا ترجعون ) هيهات لهذا الحسبان وكيف ينسجم مع الحكمة الإلهية في الخلق المتقن المنزه عن العبثية واللغو . هذه هي أصول العقيدة وهي ثلاثة ، أما العدل فإنما أفرد وتم التركيز عليه باعتباره أصل لما وقعت فيه من شبهات عند المسلمين .