قال تعالى ( قال يا أيها الملأ ايكم يأتيني بعرشها)
النمل 38
يفوتنا الكثير من أوجه الحكمة في كلام العظماء و نغفل عن المقصد المراد تبيانه و ما هو إلا حجة ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد )
و في الآية محور الكلام أن سليمان ( عليه السلام ) يخاطب الملأ و يريد أحدا أن يأتي بعرش بلقيس بعد أن إطلع على أحوال مملكتها و عبادتهم ، فكان العفريت ملبيا لقول النبي (أنا ءاتيك به قبل قبل أن تقوم من مقامك ) غير أنه كان في الملأ من هو اقدر على تنفيذ المراد و أجدر على الفعل و اسرع من العفريت . ( و قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) .
أراد نبي الله سليمان (عليه السلام ) أن يظهر للملاء بالتجربة الفعلية جدارة و كفاءة من سيخلفه و هو وصيه والذي عنده علم من الكتاب - والظاهر أن من تبعيضية - ، فما رأيكم بمن عنده - علم الكتاب- ؟!! والذي قبل الله شهادته على حقية رسالة النبي (صلى الله عليه واله) بعد أن انكرها المنافقون ( قل كفى بالله شهيداً بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب ) ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ). قال رسول الله صلى الله عليه واله( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه.... )
وقوله صلى الله عليه واله( علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )