إن نفوذ الثقافةالغربية وسيطرتها على المجتمعات في بلاد المسلمين يشكل خطورة كبيرة على بنية المجتمعالاسلامي وخصوصاً فئة الشباب، لأن هذه الثقافة أول ما تتجه إلى شريعة القرآن الكريملكي تمحو أثرها من تعاملات الناس وأخلاقهم وتبدلها بالقانون الوضعي الفرنسي والإنكليزي. قال تعالى:{ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَاللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُون} المائدة: 44 ، وقال تعالى:{ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُفَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} المائدة :45 ، وقال تعالى: { وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُفَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُون} المائدة: 47. والله تعالى يريد اتباع الطريق الحق لكيلاتتفرق الامة وتذهب الى الطرق التي تؤدي بها الى الظلال قال تعالى:{ وَ أَنَّ هذاصِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْعَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} الأنعام : 153.
ومن ثم الغاء تعلمالعقائد والأخلاق الإسلامية الحقيقية من مناهج التعليم وفسح المجال للمحرمات والرذائلوكل ما يشل العقيدة والأخلاق والعفة لكي تنتشر في المجتمع. وكذلك تعمل على إخفاء سمات منهجالقرآن و العترة الطاهرة من الحياة اليومية الأخلاقية والاجتماعية للناس، وحتى اللغة العربية تعمل على تحطيمها وهكذا تجعلجيل الشباب لا يهتم بعقيدة ولا أخلاق قال تعالى: {إِنَّ الَّذينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْمِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلى لَهُم}محمد : 25..
إذا وصفنا الداءفما هو الدواء؟
إن الجواب عن هذاالسؤال لا ينبغي أن ينفرد به مثقف واحد ولا بد أن تتلاقى فيه جميع العقول المخلصة. لأن الأخلاق والعادات إذا حلت في بيئة وطال عليهاالأمد تصبح حقيقة واقعة وتبقى حية ومستمرة ، لأنها تعمل في عالم النفوس كما تعمل الاسباب الطبيعية في عالم الطبيعة ويحتاجتغييرها الى جهد كبير كما فعل رسول الله (9) لتغيير عادات أهل الجاهلية وعقائدهم .وعليناأن نعمل جهد الاستطاعة ولا ننتظر معجزة السماء، وما نستطيع عمله الآن هو أن نجعل للقرآنمكاناً مرموقاً في المدارس والجامعات بل وفي شرائح المجتمع كلها من ناحية القراءة والحفظوالتفسير والعمل به لأنه حجر الأساس لهذه الأمة قال تعالى:{وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَىاللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُون}ِ و عنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ قَرَأَالْقُرْآنَ وَ هُوَ شَابٌّ مُؤْمِنٌ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَ دَمِه
فاذا لم يفعل القائمون عليها ذلك فعلينا ان ندخلالقرآن في المدارس الاهلية وأن يؤدي كل واحد منا مهمته بإخلاص وتفاني بعد تأهيل نفسه،وأن نيّسر تعليم القرآن وعلوم أهل البيت ع للفهم عن طريق الأساليب المبسطة وأن نهتم بالجانبالإنساني والأخلاقي أكثر من اهتمامنا ببلاغة الكلمة وقوه العبارات وتصاريفها ومخارجوصفات الحروف وكل الامور البعيدة عن الواقع اليومي للناس قال تعالى : {الَّذينَ يَتَّبِعُونَالرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِوَ الْإِنْجيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّلَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْوَ الْأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}الأعراف : 157.