هل القرآن عالمياً ؟




قال تعالى ((  إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ  )) يوسف (2)  الآية تقول إن القران انزل بلغة العرب، وقال تعالى: (( وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشيراً وَ نَذيراً)) سبأ (28)

والسؤال المطروح بقوة: إذا كان القران نازلا بلغة العرب فكيف يكون خطابه للناس كافة وكيف تكون رسالة الإسلام والقرآن عالمية ؟

الجواب: إن الناس كافة يراد منهم الإيمان بالله واليوم الآخر اختيارياً بغض النظر عن قومياتهم ولغاتهم وألوانهم وزمان ومكان تواجدهم . بموجب قوله تعالى البقرة ((ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُدىً لِلْمُتَّقينَ (2)الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)وَ الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5))البقرة 2-5  وكذلك في قوله تعالى ((آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ  ))    البقرة (285)

إذ إننا جميعا مأمورين بالإيمان بجميع الأنبياء وجميع الكتب السماوية بغض النظر عن لغات الانبياء ولغات كتبهم بالمضمون وليس باللغة ، فجميع الكتب السماوية جاءت بغير العربية ما عدا القرآن وجميع الأنبياء هم ليسو من العرب ماعدا أربعة منهم فقط . فكما إن العربي مأمور بالإيمان بالأنبياء والكتب السماوية الغير عربية كذلك غير العربي مأمور بالإيمان  بالقرآن والرسول العربي بالمضمون سواء كان عن طريق تعلم اللغة أو الترجمة أو الاشارة أو اية طريقة يمكن بواسطتها ايصال فكرة الاديان السماوية الحقة الى الناس . لأن اللغة ما هي إلا وسيلة وليست غاية فالغاية هي الإيمان والهداية والعمل الصالح والوصول الى حالة التكامل البشري التي توصل الى رحمة الله تعالى والفوز برضاه،  أما القراءة واللغة فهي وسيلة للوصول إلى الهدف وليست غاية وقد ورد في هذا المضمون عن الأئمة الأطهار عليهم السلام (لا خير في قراءة لا تدبر فيها )