اتفق المسلمون قولاً واحدا على أنه لا وحي إلى أحد بعد محمد (ص) ، ومن أنكر ذلك فليس بمسلم ، ومن ادعى النبوة بعد محمد وجب قتله ، ومن طلب الدليل على نبوة هذا الدعي محتملا الصدق في قوله فهو كافر ، وفي تفسير إسماعيل حقي « روح البيان » : « لو جاء بعد رسول اللَّه ( ص ) نبي لجاء علي بن أبي طالب لأنه كان منه بمنزلة هارون من موسى » .
وتسأل : لما ذا ختمت النبوة بمحمد ؟
الجواب : ان الغاية الأولى والأخيرة من بعثة النبي هي أن يبلغ قوله تعالى إلى عباده ، وما من شيء يريد اللَّه سبحانه أن يبلغه إلى عباده إلا وهو موجود في القرآن الكريم ، قال تعالى : ونَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ - 89 النحل .
وقال : ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ - 38 الانعام . أي من شيء يتصل بوظيفة الأنبياء واختصاصهم في هداية الخلق وإرشادهم إلى مصالحهم التي تضمن لهم سعادة الدارين .
ولا وسيلة لإثبات هذه الحقيقة إلا بالتجربة التي لا تقبل الشك والجدال ، ونعني بها أن يدرس أهل الاختصاص القرآن دراسة علمية شاملة من ألفه إلى يائه ، ثم يقارنوا بينه وبين غيره من كتب الأديان . . ونحن على يقين بأنهم ينتهون من ذلك إلى أمرين : الأول ان القرآن ببلاغته وعقيدته وشريعته يفوق جميع كتب الأديان .الثاني انهم يجدون في القرآن جميع الأصول والمبادئ التي تتجاوب مع حاجات الناس ومصالحهم وتقدمهم إلى قيام الساعة . فما من نهضة علمية أو ثورة تحررية إلا ويدعو إليها القرآن ويباركها ، وما من تشريع يحتاج إليه الناس في دور من أدوار التاريخ إلا ويستطيع أهل العلم والاجتهاد أن يستخرجوه من أحد أصول القرآن ومبادئه ، وقد أذن اللَّه ورسوله لمن له الأهلية والكفاءة ، أن يفرّع على أصول القرآن ، ويستخرج منها الأحكام التي فيها خير وصلاح للناس بجهة من الجهات ، ومعنى هذا ان حكم المجتهد العادل هو حكم القرآن والرسول ، ولذا جاء في بعض الروايات ان الراد على حكمه كالراد على اللَّه . ومعنى هذا أيضا ان النبي موجود بوجود القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وقد أجاد ابن عربي في قوله : « من حفظ القرآن فقد أدرج النبوة بين جنبيه » . طبعا على شرط التدبر والإيمان الخالص .
وبعد
فان محمداً بشر يوحى إليه كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء ، ولكن اللَّه سبحانه قد خص محمدا بما لم يخص به أحداً من الأنبياء ، مع العلم بأنه تعالى قد منح كل نبي جميع الفضائل ، لأن النبوة أم الفضائل كلها . .
ولكن للفضل مراتب ، فهناك فاضل وأفضل ، وكامل وأكمل تماما مثل عالم وأعلم ، وكريم وأكرم : (ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) - 55 الإسراء .
وقد خص اللَّه محمداً (ص) بأسمى المراتب وأكمل صفات الكمال بحيث لا شيء فوقها إلا اللَّه وصفات اللَّه . . ومن ذلك إكمال الوحي الذي أنزل إليه ، إكماله من جميع الجهات ، والدليل هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شيء مما يدخل في وظيفة رسل اللَّه ، فأين هي كتب الأنبياء ؟ فليأت الجاحدون بواحد منها فيه تبيان كل شيء ، أو يجرأ على القول : إنه ما فرط فيه من شيء . . وإلى هذا أشار خاتم النبيين وسيد المرسلين حيث قال : « ان مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وجمّله إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين » .
ونختم الجواب بما قلناه في كتاب « إمامة علي والعقل » : وإذا قال قائل :
لما ذا كان محمد (ص) خاتم الأنبياء ؟ أجبناه بأن محمدا ودين محمد قد استوفيا جميع صفات الكمال ، وبلغا الغاية منها والنهاية ، تماما كما بلغت الشمس الحد الأعلى من النور ، فلا كوكب ولا كهرباء يمتلئ الكون بنورهما بعد كوكب الشمس . . كذلك لا نبي يأتي بجديد لخير الإنسانية بعد محمد (ص) . ويتصل بهذا الموضوع ما كتبناه بعنوان « الدين والدعوة إلى الحياة » في ج 3 ص 465 وعند تفسير الآية 9 من سورة الإسراء ج 5 ص 23 والآية 30 من سورة الروم .
لماذا ختمت النبوة بمحمد (ص) ؟
اتفق المسلمون قولاً واحداً على أنه لا وحي إلى أحد بعد محمد (ص) ، ومن أنكر ذلك فليس بمسلم ، ومن ادعى النبوة بعد محمد وجب قتله ، ومن طلب الدليل على نبوة هذا الدعي محتملا الصدق في قوله فهو كافر . وكما قال أهل العلم : ( لو جاء بعد رسول اللَّه (ص) نبي لجاء علي بن أبي طالب لأنه كان منه بمنزلة هارون من موسى ) .
والسؤال المطروح بقوة هو: لما ذا ختمت النبوة بمحمد (ص) ؟
الجواب : إن الغاية الأولى والأخيرة من بعثة النبي هي أن يبلغ قول الله تعالى إلى عباده ، وما من شيء يريد اللَّه سبحانه أن يبلغه إلى عباده إلا وهو موجود في القرآن ، لقوله تعالى : (ونَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) النحل: 89 .
وكذلك قوله تعالى : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) الأنعام 38 . وهذا معناه إن في القرآن كل شيء يتصل بوظيفة الأنبياء واختصاصهم في هداية الخلق وإرشادهم إلى مصالحهم التي تضمن لهم سعادة الدارين .
وليست هناك وسيلة لإثبات هذه الحقيقة إلا بالتجربة التي لا تقبل الشك والجدال ، وهي أن يدرس أهل الاختصاص القرآن دراسة علمية شاملة من بدايته إلى نهايته، ثم يقارنوا بينه وبين غيره من كتب الأديان . فسوف ينتهون من ذلك إلى أمرين : الأول إن القرآن ببلاغته وبيانه و تشريعاته يفوق جميع كتب الأديان السابقة .والثاني إنهم يجدون في القرآن جميع الأصول والمبادئ التي تلبي حاجات الناس ومصالحهم وتقدمهم إلى قيام الساعة .
فما من نهضة علمية أو فضيلة أخلاقية أو اجتماعية أو ثورة تحررية ضد الظلم والطغيان إلا ويدعو إليها القرآن ويباركها ، وما من تشريع يحتاج إليه الناس في دور من أدوار التاريخ إلا ويستطيع أهل العلم والاجتهاد أن يستخرجوه من أحد أصول القرآن ومبادئه ، وقد أذِن اللَّه ورسوله لمن له الأهلية والكفاءة ، أن يفرّع على أصول القرآن ، ويستخرج منها الأحكام التي فيها الخير والصلاح للناس في كل زمان، وهذا يعني ان حكم المجتهد العادل والمؤهل هو حكم القرآن والرسول ، ولذا جاء في بعض الروايات عن الائمة (ع) : (الرادُّ علينا كالرادُّ على اللَّه) لأنّهم لم يقولوا إلّابما جاء من عند اللَّه تعالى.ومعنى هذا أيضا أن النبي (ص) موجود بوجود القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وعن النبي (ص) : (مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا أُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ وَ لَكِنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيه). طبعا على شرط التدبر والإيمان الخالص .
وبعد هذا : فان محمداً بشراً يوحى إليه كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء ، ولكن اللَّه سبحانه قد خص محمداً بما لم يخص به أحداً من الأنبياء ، مع العلم بأنه تعالى قد منح كل نبي جميع الفضائل ، لأن النبوة أم الفضائل كلها .
ولكن للفضل مراتب ، فهناك فاضل وأفضل ، وكامل وأكمل تماما مثل عالم وأعلم ، وكريم وأكرم : (ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) الاسراء55.
وقد خص اللَّه تعالى محمداً (ص) بأسمى المراتب وأكمل صفات الكمال بحيث لا شيء فوقها إلا اللَّه تعالى وصفاته . ومن ذلك إكمال الوحي الذي أنزل إليه من جميع الجهات ، والدليل هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شيء مما يدخل في وظيفة رسل اللَّه ، فأين هي كتب الأنبياء ؟ فليأت الجاحدون بواحد منها فيه تبيان كل شيء ، أو يجرأ على القول : إنه ما فرط فيه من شيء . . وإلى هذا أشار خاتم النبيين وسيد المرسلين حيث قال : ( ان مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وجمّله إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين ) .
ونختم الجواب إذا قال قائل:
لما ذا كان محمد (ص) خاتم الأنبياء ؟ أجبناه بأن محمداً ودينه قد استوفيا جميع صفات الكمال ، وبلغا الغاية منها والنهاية ، تماما كما بلغت الشمس الحد الأعلى من النور ، فلا كوكب ولا كهرباء يمتلئ الكون بنورهما بعد كوكب الشمس . كذلك لا نبي يأتي بجديد لخير الإنسانية بعد محمد ص.