يوم الحسين (عليه السلام) من أيام الله 



قال تعالى (( وذكرهم بأيام الله)) إبراهيم5 

 إن أية أمة لا تستطيع أن تنهض وتظهر نبوغها وطاقاتها وتخطوا في طريق الله إلا من خلال التخلص من قبضة الحاكم الظالم أولاً وهذا لا يكون إلا من خلال اتباع وسائل التغيير المتاحة لها أما بالكلمة والنصيحة أو  الثورة المسلحة على الفساد والافساد،  ولهذا السبب ترى ان الواجب الأول للقادة الربانيين ومنهم الحسين (عليه السلام) هو أن يقوم بتحرير المجتمع  الاسلامي وتخليصه من الحاكم الفاسد اولا ومن ثم يعد البرامج التربوية والانسانية للمجتمع للوصول به الى حالة التكامل التي يريدها الله تعالى . ولذلك فان كل يوم يحق فيه الحق والعدل ويدحر فيه الظلم والطغيان بالقوة أو بالحجة فهو من أيام الله التي ذكرها القرآن .  وهذه سنة الاهية في جميع الأمم عبر التاريخ البشري حيث ان اليوم الذي تصل فيه كل أمة الى الحرية من خلال محاربة الظلم والفساد والانحراف  في مسيرتها فهو من أيام الله ويجب أن ينسى ذلك اليوم دوماً لكي لا تعود حالة الفساد الى المجتمع وعندما اضاف القران تلك الأيام إلى الله فهذا يدل على أهميتها في حياة الناس لكي يصححوا الانحرافات التي تحصل في مسيرة المجتمع،  ولهذا يعد وجود القادة الربانيين في المجتمع من نعم الله على الناس في كل عصر ومصر .لأن الله تعالى أراد أن يجعل هذه الايام تذكرة وموعظة للناس باقية الى الأبد . 

والسؤال المطروح بقوة : هل إن يوم الحسين (عليه السلام) من هذه الأيام؟ إن الاجابة عن هكذا سؤال واضحة من خلال ما تقدم حيث أن يوم الحسين (عليه السلام) من أعظم هذه الأيام حيث وقف هذا المصلح العظيم شامخا أمام أعتى طغاة عصره وسيبقى  واقفاً إلى الأبد بتلك الامكانيات البسيطة مع ثلة طيبة من أهل بيته وأصحابه الخلص الأبرار وقف لكي يقول كلا وألف كلا للطغيان والفساد ويأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وحجور طهرت ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نأثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ألا وإني زاحف بهذه الثلة على قلة العدد وخذلان الناصر .

لذا علينا أن نحي هذا اليوم العظيم بكل ما نملك من جهد ومال وقلم في كل عام حيث امتزج عطر الشهادة وتضحيات الشهداء الابرار امتزجت بالأهداف السامية لهذه الثورة التي أرادت الاصلاح ومحاربة الفساد لأن هذا الاحياء له دور مؤثر في ايقاظ المجتمع من السكوت على الظلم وتذكير الظالمين والفاسدين بمصيرهم وأن نستلهم من صاحب الذكرى العزيمة والثبات في وجه كل طاغية والوقوف بوجه كل طاغوت .

كما إن علينا أن ندخل هذا اليوم في مناهجنا الدراسية لكي نعلم أبنائنا الثبات على مبادئ الحق التي جسدها الحسين (عليه السلام)  في ثورته العظيمة وهي حب الله ورسوله وأهل بيته والوطن والقيم السامية للدين الحنيف التي جاء بها خاتم الرسل (صلى الله عليه واله) . ونكون قد قمنا ولو بجزء من مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة وعملنا بقوله تعالى (( وذكرهم )) فهذا هو التذكير الذي هو أمانة الله ورسوله والحسين في أعناقنا .