مصيبة الحسين (عليه السلام) في اللوح المحفوظ



قال تعالى ((ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ))الشورى 30

عندما أدخل عيال الحسين (عليه وعليهم السلام) إلى مجلس الطاغية يزيد في الشام، احتج كعادته على الإمام السجاد عليه السلام  بهذه الآية((ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم )) لكي يبرر فعله الشائن ويقول إن ما أصاب الحسين عليه السلام  هو مما كسبت يداه وليس ليزيد وأتباعه جناية فيما حصل . فرد عليه الإمام السجاد (عليه السلام) بقوله ليس هذه فينا وانما فينا قوله تعالى ((ما أَصابَ مِنْ مُصيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا في‏ أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ ))الحديد(22) ، لأن المصائب في الدنيا على قسمين الأول مما كسبت يد الإنسان كالظلم والفقر وحبس المطر والقحط وفساد الأوضاع سببه الفساد في الأرض لقوله تعالى(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم(41) وقوله تعالى (وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَ كَثيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ )  المائدة 66  وقول النبي (صلى الله عليه واله):( اتقوا محقرات الذنوب فإنها ممحقة  للخيرات) ،وأما القسم الآخر من المصائب فهي التي لا يمكن دفعها وان اجتهد الإنسان في ذلك وهي مصائب الأرض مثل الكوارث الطبيعية كالزلازل والسيول  والأعاصير ومصائب النفس كالأمراض التي لا يجدي معها علاج وكذلك الموت الذي لا يجدي معه وقاية ولا حذر وان اجتهد الإنسان في دفعها عن نفسه وهي تحصل لجميع الناس حتى الأنبياء والائمة والصالحين من الناس لأنها مكتوبة في علم الله الأزلي (اللوح المحفوظ) ومع ذلك فان هذا لا يعني ان الإنسان لا يحاول دفعها عن نفسه لكي يكون قد أدى تكليفه الشرعي أمام الله تعالى ومصيبة الحسين(عليه السلام)  من هذا النوع  .