فرصة التمكين لتبليغ رسالة القرآن


كلمة سماحة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة خلال الندوة القرآنية الأولى لتفعيل العمل القرآني في الحوزات العلمية، التي أقامها قسم دار القرآن الكريم مؤخراً.

إعداد: الشيخ حسين اللامي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل علينا كتاباً فيه تبيان لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خير من نطق وبلّغ به سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، خزان الوحي ومعادن الحكمة.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليه السلام.

سادتي العلماء..

أصحاب الفضيلة..

الإخوة الحضور..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك الكثير من النصوص الشريفة التي وردت وتؤكد على الاهتمام بالقرآن الكريم ضبطاً لقراءته ودرساً وفهماً ووعياً لأحكامه ومناهجه والعمل والتبليغ بها، و يؤكّد الأمر أكثر بالنسبة إلى طلبة العلوم الدينية ومن هم في الحوزات والمعاهد الإسلامية،  فهم من جهة يقومون بهذا العمل التبليغي الذين يحتاجون إليه احتياجاً كبيراً من خلال التبليغ بالآيات القرآنية الكريمة لمجتمعاتهم، وفي الوقت الذي نشهد فيه اهتماماً كبيراً بالعلوم الحوزوية من علوم الفقه والأصول وغيرها؛ إلا إننا لا نشهد ذات الاهتمام من قبل المعنيين في الحوزة العلمية بالقرآن الكريم، لاسيما فيما يرتبط بضبط قراءته وتدريس علومه، خصوصاً ونحن نعلم أن الله تعالى قد انعم علينا في هذه الظروف بنعمة التمكين في الأرض والقدرة على التبليغ وتوعية الناس بهذه العلوم القرآنية، فلا عذر لنا بعد هذه الفرصة والمنحة الإلهية الكريمة إلا أن نعطي للقرآن الكريم استحقاقه. من هنا جاء اهتمام دار القرآن الكريم بإقامة الندوة القرآنية الأولى لتفعيل العمل القرآني في المدارس الدينية والحوزات العلمية.

دعوة المرجعية العليا لطلبة العلوم الدينية

أود أن اذكّر الأخوة جميعاً انه قبل فترة لعله سنتين أو أكثر أو ربما اقل.. كان هناك لقاءً جمعنا بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) وأكد في حديثه على الاهتمام بالعمل القرآني من قبل الحوزات والمدارس الدينية،  واهتمام طلبتها بالقرآن الكريم من حيث الضبط لقراءته والحفظ لعدد من سوره وأجزائه، وللأسف الشديد في الوقت الحاضر يجد الناس أن طالب العلم لا يعطي للقرآن الكريم الاهتمام الذي يستحقه،  في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى أن نبث بين الناس ثقافة الاهتمام بالقرآن الكريم. لا شك إن الاهتمام من قبل المجتمعات بالقرآن الكريم أكبر والتوجه امتن للقرآن الكريم عندما يكون طالب العلم قدوة وأسوة في هذا المجال وكذلك في المجالات الأخرى،  فإذا ما وجد هذا الاهتمام من قبل طلبة العلم في الحوزات العلمية؛ حينئذِ يمكن أن يكون هناك حركة قرآنية كبيرة  واهتمام بين الناس من دون الحاجة إلى حثهم أو تذكرتهم بالنصوص القرآنية والأحاديث الشريفة التي تؤكد على هذا الأمر. 

اهتمام العتبة الحسينية بالمشاريع القرآنية

عندما ينطلق العمل أيضا من تحت قبة الإمام الحسين، عليه السلام، وبجوار مرقده الشريف لاشك انه سيكتسب هذا العمل البركة والقبول عند الله سبحانه وتعالى، من هنا فإننا نتوجه إلى الله تعالى بجاه سيد الشهداء الإمام الحسين، عليه السلام، أن يجعل في هذا العمل القبول والبركة التي تعم جميع أبناء المجتمع. ونأمل أن تكون هذه الندوة الأولى منطلق للعمل القرآني الواسع بين طلبة العلوم الدينية، وهذا ما يؤمل الحصول عليه.

 هناك عدد من المشاريع القرآنية لدى العتبة الحسينية المقدسة وبقية العتبات المقدسة أيضا من جملتها الاهتمام بعلوم القرآنية ابتداءً ضبط قراءته وحفظ أجزاء منه وكذلك تفسير آياته وأمور أخرى من لدن العتبات المقدسة، وكل ذلك يأتي بهدف أن يكون للمنهج القرآني الأولوية والاهتمام لدى عامة الناس، ولكي نظهر للآخرين أن اهتمامنا يتعلق بجميع العلوم خصوصاً علوم القرآن الكريم ذلك الكتاب الذي يمثل المنهج المتكامل للحياة، ومطلوب من طالب العلم في الحوزات العلمية  أن يبلغ به.

كلمة لابد منها!! 

إلى طلبة الحوزات العلمية..

نقطة مهمة أود الإشارة إليها أيضاً.. وهي أنه لمن المعيب أن يعتلي طالب العلم في الحوزة العلمية المنابر ويخطئ في قراءة بعض الآيات القرآنية، لذلك لابد أن يكون هناك ضبط لقراءة الآيات القرآنية، وهو عملٌ مطلوب من كل إنسان مؤمن، حيث هناك تذكير بذلك من قبل النصوص والأحاديث الشريفة ".. وليكن كلامكم ذكر الله وقراءة القرآن.." من جهة أخرى فإن مقتضى العمل التبليغي والذي يعد من المهام الأساسية لطالب العلم في الحوزات العلمية وهو التبليغ بآيات القرآن الكريم ومفاهيمه، وعلى رأسها أن يكون هناك اهتمام بضبط القراءة الصحيحة للآيات، ولكي لا نعطي فرصة للآخرين أن يشوهوا صورة المذهب. 

على طلبة العلوم الدينية في الحوزات والمعاهد الإسلامية أن يولوا اهتمامهم بضبط قراءة القرآن الكريم وأحكامها بالشكل المطلوب، وكذلك الاهتمام بتفسيره لإشاعة الثقافة القرآنية في المجتمعات ولكي تتوجه هذه المجتمعات نحو مفاهيم القرآن الكريم وقيمه العظيمة.

المزيد اضغط هنا