قال تعالى ( ومن يضلل الله فما له من هاد )
الرعد 33
الهداية والضلال من المواضيع التي خاض فيها المسلمون مبكراً و تباينت بشأنها الآراء ، و تعددت مذاهبها ، وكل يدعي وصلا بليلى ، ولا زالت تلك الأفكار تتبع ليوم الناس هذا و قد أخذت لنفسها قدسية سلفية مزعومة .
وبما أن الموضوع شائك فلا بد من :
الوضوح المقنع للعقل
المصدر النقي الموثوق
ولا نجد ذلك إلا عند أهل العلم وهم أهل الذكر الذين يجب علينا سؤالهم ( فاسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) . والمدرسة على هذا النهج ارسيت قواعدها منذ الصدر الأول للإسلام على لسان أهل العصمة ع ثم جاء ( علماء أمتي ) وتوسعوا في المقاصد وبسطوها لتستوعبها العقول على بينة و اضحة وحجة قوية ، وهذا ما حصل ، فجزاهم الله خيراً .
إن بركات اسم الله الهادي لها نفوذ و استقرار في القلوب الطاهرة والنفوس الزكية ، وعندها يحيى الإنسان ( أومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) وهذا الأمر معلوم .
أما القلوب الكدرة والنفوس المنكوسة فلا نصيب لها من إشراقات اسم الله الهادي ، بل أحاطت بها الحيرة و التيه لا سبيل لهم إلى الهداية . فكما نقول لا ترى حيا إلا بإحياء الله ولا تجد موجودا إلا بإيجاد الله فلا مهتد إلا بهداية الله ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
الأسماء الإلهية المتقابلة مثل المعز و المذل ، المحيي و المميت ، النافع و الضار . ... فالأول منها ذو الوجه الإيجابي عطاء وخير وفيض و ينسب إلى الله لا اشكال فيه . أما الاسم المقابل بما انه ليس بعطاء بل هو منع العطاء وحجبه من قبل الله عن المستفيض لأسباب تخلف في اللياقة لقبول العطاء . ويزداد الأمر وضوحا عند استقراء الآيات المرتبطة بهذا المعنى .
والحمدلله رب العالمين