تفسير القمي: اما في بيان قوله تعالى: {أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ}
فَإِنَّهُ لَمَّا أَلْقَى نُمْرُودُ إِبْرَاهِيمَ فِي النَّارِ وَ جَعَلَهَا اللَّـهُ عَلَيْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً..
قَالَ نُمْرُودُ: يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ رَبُّكَ؟
قَالَ: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ}
قالَ: لَهُ نُمْرُودُ {أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ}
فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: كَيْفَ تُحْيِي وَ تُمِيتُ؟
قَالَ: أَعْمِدُ إِلَى رَجُلَيْنِ مِمَّنْ قَدْ وَجَبَ عَلَيْهِمَا الْقَتْلُ فَأُطْلِقُ عَنْ وَاحِدٍ وَ أَقْتُلُ وَاحِداً فَأَكُونُ قَدْ أَمَتُّ وَ أَحْيَيْتُ.
فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَأَحْيِ الَّذِي قَتَلْتَهُ، ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: دَعْ هَذَا فَإِنَّ رَبِّي {يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ} فَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّـهُ: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} أَيِ انْقَطَعَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الشَّمْسَ أَقْدَمُ مِنْهُ .
{وَ إِذْ قالَ إِبْراهيمُ رَبِّ أَرِني كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيم} البقرة(260)