أُجيبت دعوتك!


الامالي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّـهُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ أَبِيهِ عِمْرَانَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ع): بَيْنَا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ (ع) فِي جَبَلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَطْلُبُ مَرْعًى لِغَنَمِهِ إِذْ سَمِعَ صَوْتاً فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي طُولُهُ اثْنَا عَشَرَ شِبْراً.

فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّـهِ لِمَنْ تُصَلِّي؟

 قَالَ: لِإِلَهِ السَّمَاءِ.

 فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِكَ غَيْرُكَ؟

 قَالَ: لَا.

 قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ تَأْكُلُ؟

 قَالَ: أَجْتَنِي مِنْ هَذَا الشَّجَرِ فِي الصَّيْفِ وَ آكُلُهُ فِي الشِّتَاءِ.

 قَالَ لَهُ: فَأَيْنَ مَنْزِلُكَ؟

 قَالَ: فَأَومَى بِيَدِهِ إِلَى جَبَلٍ.

 فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ): هَلْ لَكَ أَنْ تَذْهَبَ بِي مَعَكَ فَأَبِيتَ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ؟

 فَقَالَ: إِنَّ قُدَّامِي مَاءً لَا يُخَاضُ.

 قَالَ: كَيْفَ تَصْنَعُ؟

 قَالَ: أَمْشِي عَلَيْهِ!

 قَالَ: فَاذْهَبْ بِي مَعَكَ فَلَعَلَّ اللَّـهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَا رَزَقَكَ.

 قَالَ: فَأَخَذَ الْعَابِدُ بِيَدِهِ فَمَضَيَا جَمِيعاً حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الْمَاءِ فَمَشَى وَ مَشَى إِبْرَاهِيمُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَيُّ الْأَيَّامِ أَعْظَمُ؟

 فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ: يَوْمُ الدِّينِ يَوْمٌ يُدَانُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.

 قَالَ: فَهَلْ لَكَ أَنْ تَرْفَعَ يَدَكَ وَ أَرْفَعَ يَدِي فَتَدْعُوَ اللَّـهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُؤْمِنَنَا مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟

فَقَالَ: وَ مَا تَصْنَعُ بِدَعْوَتِي فَوَ اللَّـهِ إِنَّ لِي لَدَعْوَةً مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً مَا أُجِبْتُ فِيهَا بِشَيْ‏ءٍ.

 فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (ع): أَ وَ لَا أُخْبِرُكَ لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ احْتُبِسَتْ دَعْوَتُكَ؟

 قَالَ: بَلَى، قَالَ لَهُ: إِنَّ اللَّـهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَ‏ عَبْداً احْتَبَسَ‏ دَعْوَتَهُ لِيُنَاجِيَهُ وَ يَسْأَلَهُ وَ يَطْلُبَ إِلَيْهِ وَ إِذَا أَبْغَضَ عَبْداً عَجَّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ أَوْ أَلْقَى فِي قَلْبِهِ الْيَأْسَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: وَ مَا كَانَتْ دَعْوَتُكَ؟

 قَالَ: مَرَّ بِي غَنَمٌ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ، فَقُلْتُ: يَا غُلَامُ لِمَنْ هَذَا الْغَنَمُ، فَقَالَ: لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: اللَّـهُمَّ إِنْ كَانَ لَكَ فِي الْأَرْضِ خَلِيلٌ فَأَرِنِيهِ.

 فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (ع): فَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّـهُ لَكَ أَنَا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَعَانَقَهُ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّـهُ مُحَمَّداً (ع) جَاءَتِ الْمُصَافَحَةُ .