ورد عن الأئمة الأطهار (ع)، وعن ابن عباس، أنَّ سبب نزول هذه السورة المباركة هو أنَّ النبي(ص) لمَّا قدِم المدينة المنوَّرة كان تُجَّارها يُمارسون التَّطفيف في المكيال والميزان وخصوصا مع الفقراء من الناس، فكانوا إذا باعوا الناس كيلاً لا يستوفونه إلى نهايته، بل يبيعونهم بأقلَّ ممَّا يجب عليهم أن يعطونه إياهم، فكانوا إمَّا أن ينقصون في المكيال من الأعلى -ولا يستطيع هذا الفقير أن يعترض، لكونه محتاجاً فقيرا، وربما كان ما اشتراه ديناً، فهو مضطر لأن يقبل-، أو أنَّهم كانوا يضعون في أسفل المكيال ما يُوجب نقصان الكيل، بحيث يكون الطعام الذي يُوضع في ظرف المكيال أقلَّ من المكيال، ولكن يتوهَّم الناظر -غير المُتفحِّص والمتأمِّل- أنه كيلٌ كامل.