حين يصبح الاهل رمزا للدين


﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ﴾

تذهب النصوص المفسّرة إلى أنّ عدد الركّاب يتراوح بين سبعين إلى ثمانين حسب تفاوت هذه النصوص ، بضمنهم من كلّ زوجين و بضمنهم أهل نوح ما عدا امرأته و ابنه  ، و تقول النصوص: إنّ نوحاً طلب منهم صيام ذلك اليوم ، فصاموه فعلا.

و ينبغي أن نشير إلى أنّ المفسّرين اختلفوا في تحديد معنى الأهل هنا من حيث صلة ابنه بذلك. فذهب البعض إلى أنّ المقصود من ذلك إلى أنّ ابنه ليس من دينه ، فيكون الأهل هنا رمزاً للدين. و ذهب البعض إلى أنّ المقصود من ذلك هو استثناء الابن من الأهل الذين وُعدوا بالنجاة.

و أيّاً كان الأمر فإنّ طلب نوح من السماء إنقاذ ابنه ، إنّما تمّ بناء على الوعد الإلهي بإنقاذ الأهل و لذلك عندما أوضحت السماء إنّ ابنه ليس من أهله ، اعتذر نوحٌ مخاطباً اللّه تعالى:

﴿إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ﴾